لطالما كره الفيلسوف وعالم الإجتماع يورغن هابرماس مفهوم الحكامة؛ هذه الكلمة التي أوجدها أفلاطون فتدرجت في الإستعمال تارة بالحضور وتارة بالاختفاء، حتى استوت استعمالا في القاموس السياسي الحديث للتدليل على الترشيد القويم في تدبير موارد السياسات العامة. ومن ذات المفهوم نحتت كلمة لوكوفرناي التي ارتبطت بقيادة السفن زمن القراصنة , وهي آلة / مقود كانت تنبث مرة في واجهة السفينة ومرة خلفها حسب مزاج كل قرصان بحر.
ولأن كلمة Gouvernailتحمل ماضي لصوصي فلقد استعاض عنها المعجم البحري الحديث والممارسة القيادية الحديثة للسفن بكلمة غيرها قريبة من مفهوم الحكامة في معناها السياسي / الإقتصادي ؛ حيث استبدلت في إطار إعادة انتاج سمعة البحر وسفنه و رجالاته بكلمة آخرى هي كوفيرن gouverne آلة للتوجيه تضرب صفحا عن ماضيها القرصاني يوم كانت تعرف بالكوفيرناي.
ويبدو أن إخوة عبد الإله الحلوطي باطرون نقابة البيجيدي ( الإتحاد الوطني للشغل ) بسوس وهم يحضرون للمؤتمر الجهوي بسوس بمدينة إنزكان لإعادة انتخاب مكتب نقابي اسلامي جهوي جديد لم يهمهم على الأقل الدلالات الشكلية لمفهوم الحكامة حيث شوهدوا واليوم وقت عطلة بسيارات الخدمة التابعة للدولة للحضور إلى مؤتمرعمالي.
طبعا القدوم لمؤتمر نقابي اسلامي بسيارات الخدمة ليس دليلا على أن الفيلق السوسي لنقابة الإتحاد الوطني للشغل يملك ذات الركائز النقدية التي دفعت بالكبير هابرماس لنقد مفوم الحكامة من منطلق كونه تسميل (تلطيف في التعبير)euphémisme لإخفاء الشكل الإستحواذي للممارسة الديمقراطية الغربية ؛ وإنما لغاية بعث رسالة واضحة مفادها أن " مجموعة نقابيي سيارات الخدمة " هي المالكة ل "معالف " عموم مخازن الإمارات الإسلامية المتحدة ( آكادير- الدشيرة – آيت ملول – القليعة – انزكان – تيزنيت – أولاد برحيل ..) إن على مستوى البلديات أو على مستوى مؤسسات عمومية ( العمران- قطاع التعليم..)
في يوم الأحد 11 دجنبر 2016التقطت الإشارة. وتسيدت لائحة سيارات الخدمة زمن عطلة رسمية (عطلة مدرسية . عطلة عيد المولد النبوي الشريف ) على حساب لائحة بروليتاريي نقابيي الجهة من مستعملي وسائل النقل العمومية والخاصة .