انتقل إلى عفو الله هذا اليوم، الخميس 2 غشت 2018، الفنان القدير الحاج علي بشر "قشبال"، وبذلك يكون المغرب قد فقد أحد فنانيه الكبار الذي أدخل الفرحة إلى قلوب المغاربة رفقة قريبه محمد بشر"زروال"منذ الاستقلال، حيث جاب هذا الثنائي كل الأسواق في البدايات خاصة في الشاوية، وتنوعت المواضيع التي كان يعالجها هذا الثنائي بحس فكاهي. قبل أن ينتشر اسمهما ويستحوذ على قلوب المغاربة كبارا وصغارا، وزادت شهرة هذين الفنانين العصاميين مع تنشيطهما للمهرجانات والحفلات وبروزهما كفنانين من الطراز الأول بالإعلام خاصة الرسمي منه. الشهرة التي نالها قشبال وزروال واهتمام المسؤولين بهما لكونهما ينحدران من مدينة سطات وما كانت تشكله هذه المدينة من ثقل في الزمن القريب، كل ذلك لم يغير شيئا في سلوك وتواضع هذين الهرمين ،بل ظلا متواضعين خدومين وفيين لعلاقاتهما الاجتماعية وحريصين على استضافة "الطلبة "في منزلهما وتلاوة القرآن الكريم.
قشبال وزروال أحدثا تغيراً في الصورة النمطية لواقع العملية الفنية بأسرها، فالمشهد السابق الذي كانت تقدمه الشاشة لم يخرج من منظومة الفنان الواحد لقد كانا مغنيين وممثلين في نفس الآن ،وهو الأمر الذي سار عليه العديد من الفنانين الذين شكلوا ثنائيات فيما بعد ،وكثير منهم اختاروا هذه المدرسة التي أسسها قشبال وزروال من حيث استلهام المواضيع من الواقع المعيش ،إذ عالجا كل المواضيع التي يمور بها المجتمع المغربي في تفاصيله وجزئياته ،بل إن هذا الثنائي قدم خارطةوجغرافيا المغرب للجمهور في الوقت الذي كان السفر يكاد يكون مستحيلا، فمن خلال منتوجهما الفني تعرف المغاربة على العديد من الأماكن والمدن كما تجسد ذلك أغنية المغرب أو "تفجيجة".
آخر لقاء مع الفنان القدير قشبال كان السنة الماضية بمناسبة تكريمه رفقة الفنان الحاج أحمد ولد قدور"مول العلوة" بمدينة سطات من طرف جمعية المغرب العميق لحماية التراث، ورغم حالته الصحية المتدهورة، أبى إلا أن يحضر هذا التكريم بمسقط الرأس والهوى. رحم الله فناننا القدير الحاج علي بشر وعزاؤنا لعائلته الصغيرة والكبيرة ولرفيقه الحاج محمد بشر"زروال" سائلين الله عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يسكن الفقيد جنة الرضوان إنا لله وإنا اليه راجعون.