الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

مصطفى العراقي:ضد محو ذاكرة الأوطم

مصطفى العراقي:ضد محو ذاكرة الأوطم

في تاريخ المغرب المستقل، يبرز الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كمنارة نضالية، شكلت أحد أبرز أوجه الصراع من أجل بناء وطن ديمقراطي، ومجتمع عادل ومنصف . شكل ال (أ و ط م) مدرسة ناجعة في تكوين الأطر الفكرية والنضالية والسياسية ،وكان لشعاره الذي انبثق من رحم الحركة الوطنية في أوج مجابهتها الاستعمار الفرنسي الأركان التي أطرت لأكثر من ثلاثة عقود الجامعة المغربية وفصائلها وأنشطتها ومبادراتها . وشملت في أنشطتها وهيكلتها وأجهزتها وقضاياها الإطار النضالي لعموم الطلبة داخل وخارج المغرب.
منظمة "جماهيرية تقدمية ديمقراطية مستقلة". هكذا بلور المؤسسون قبل ستين سنة المبادئ الأساسية التي واكبت فعل ودينامية هذه المنظمة الطلابية، وهي تعزز نضال القوى الوطنية التقدمية، بل شكلت في أحايين كثيرة طليعة هذا النضال في مواجهة العديد من المؤامرات التي حيكت حول الجامعة والتعليم عموما ،أو استهدفت الطبقة العاملة ومكتسباتها .
كان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، جبهة لمواجهة حملات القمع التي طالت الطلبة ومناضلي الأحزاب الوطنية . وقد أدت المنظمة ضريبة مواقفها هاته، باستهداف قياداتها، واعتقال واغتيال أطرها بل ومنع أنشطتها . لكن، بالرغم من الضربات التي تلقتها، فإنها بفضل تعدديتها والتزامها بالمبادئ المؤسسة، ظلت منارة وهاجة، ومدرسة نقابية، ومنظمة للتكوين السياسي.
بعد أسبوعين، سيتم تخليد الذكرى الستين لتأسيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ،وهو احتفاء يأتي في سياقات متعددة، من أبرزها سعي بعض الجهات لمحو أبرز معالم المنظمة، المقر المركزي المتواجد بالرباط، والذي شهد وقائع المحطات الكبرى في تاريخ هذه المنظمة .
وممل لاريب فيه، أن استهداف هاته المعلمة هو استهداف-في واقع الأمر- لذاكرة وطنية طبعت أجيالا بعطائها وفعلها ومواقفها ...وهنا لابد من إشادة دعم للجنة المتابعة المنبثقة عن اللقاء الوطني التشاوري لإيقاف مصادرة المقر المركزي.
ومن السياقات العمل على إعادة بناء المنظمة على أساس مبادئها الأربعة : الجماهيرية الديمقراطية التقدمية الاستقلالية ، كي تكون منظمة لكل الطلبة المؤمنين بهذه المبادئ وبتاريخ ومنجزات ومكتسبات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من غير قرصنة أو هيمنة أو تحريف أو احتواء .
وعليه، فإن مسؤولية القيادات السابقة للاتحاد وأطره التي بصمت محطاته، لهي مسؤولية كبيرة من أجل صون ذاكرته وإيقاف محاولات السطو على المقر المركزي من جهة، ومن جهة ثانيا في بلورة صيغة حتى تعمل المنظمة طبقا لمبادئها وروحها التأسيسية . فالجامعة المغربية اليوم، بطلبتها، بحاجة إلى إطار طلابي لكل الطلبة من أجل النهوض بمستوى التعليم وجودته، وتوفير الشروط الضرورية بالمؤسسات الجامعية،وكذا من أجل البناء الفكري والنضالي للطالب وترسيخ الوعي لديه بقضايا مجتمعه .