الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

عبد العالي حامي الدين.. من "شرّ" ما خلق عبد الإله بنكيران!! 

عبد العالي حامي الدين.. من "شرّ" ما خلق عبد الإله بنكيران!!  عبد العالي حامي الدين وعبد الإله بنكيران

عبد العالي حامي، هذا الاسم المثير للجدل ولـ"العار" أيضا، يملك وجها "متعددا" وليس "وجها" واحدا، مثل معظم "بطانة" حزبه بالعدالة والتنمية. لكن "الوجه" الذي اشتهر به هو وجهه "الدموي" الذي ارتبط بمقتل الطالب القاعدي محمد بنعيسى أيت الجيد، والمحاكمة في فصلها الأخير. حامي الدين إلى حدود هذا اليوم لم "يغتسل" من دماء جثة أيت الجيد. كل "العطور" و"المساحيق" و"المناصب" الرفيعة التي قيست على مقاسه لم تستطع أن "تطهّر" يديه الملوثتين بدماء أيت الجيد. جثته مازالت شاخصة في وجهه وتطارده مثل ظله... إنها "عدالة السماء" هي التي تتحكم في قدر عبد العالي حامي الدين قبل عدالة الأرض.. هي التي تبحث عن "القصاص" الذي سنّته معظم الشرائع السماوية قبل أن تسنّه العدالة الكونية.

حامي الدين الذي يختفي في جلباب عبد الإله بنكيران، لا يستطيع أن ينفعه رئيس الحكومة السابق الذي يحتاج هو نفسه إلى "الحماية"، بدليل فيالق الأمن المرابطة أمام مقر إقامته بفيلا حي الليمون بالرباط، على الرغم من انه وضع "مفاتيح" الحكومة والأمانة العامة للبيجيدي. فماذا تبقّى لبنكيران من "سلطة" حتى "يحرس" حامي الدين من "العدالة" التي تتربص به؟ ماذا يملك بنكيران غير ارتداء "طاقية" الإخفاء والهرب من عيون "الشعب" مثل رجل "صاحب سوابق"؟ ماذا يوجد في "جبّة" بنكيران كي ينقذ حامي الدين من الغرق في حمام دماء أيت الجيد؟ بماذا ينفع بنكيران الذي أصبح يسلّي نفسه بالغناء مع الأجواق في الحفلات، فما كان "مانديلا" الذي شبّهه به حامي الدين "طبالا" أو "غيّاطا" أو "مهرّجا" أو "بهلوانا"؟!

مصير عبد العالي حامي الدين بيديه وبيد القضاء، وكل هذا "الاستعراض" السياسي الذي يقوم به هو استنزاف للوقت و"طعن" في حزبه الذي أصبح حزبا مخترقا من الداخل، و"مفخّخا" وعلى مقربة من الانفجار. لذلك ليس هناك أي قراءة ثانية للهجوم الذي قاده المستشار البرلماني والقيادي بحزب العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين على المؤسسة الملكية في مداخلة ضمن أشغال الندوة الوطنية الأولى للحوار الداخلي، التي نظّمها حزبه مؤخرا، سوى أنها محاولة فاشلة للضرب تحت "الحزام"، خاصة أن الطعن في الملكية في هذه اللحظة الراهنة، ووصفها بانها معيقة للتقدم وللتطور وللتنمية، مضيفا في مداخلته أنه "إذا لم يحصلْ أيّ تغيير في شكل النظام فإنه لن يكُون مفيداً لا للملكية نفسها ولا للبلد". ليست هناك أي قراءة أخرى لهذه "الهلوسة" لقيادي "يتمرّغ" في الريع من قمة رأسه إلى أخمص قدميه، ومحسوب على الأغلبية، وحزبه يقود الحكومة، سوى أنها نوع من "المساومة" الحقيرة لوعي تاريخي وميراث حضاري وتعاقد شعبي توارثه المغاربة منذ نشأة دولة الأدارسة بفاس. حامي الدين من أجل "نزوة" و"خَرَف" عقلي يريد أن يردم صفحات من تاريخ الملكية. ولعلّ حتى عبد الإله بنكيران بـ"خَبَله" السياسي وجرأته "الوقحة" ولسانه "الطّويل" لم يكن يتمادى و"يُخرّج" عينيه في المؤسسة الملكية، حتى في أدبيات حزب العدالة والتنمية لم يكن يرمي "المسامير" تحت عجلة المؤسسة الملكية.

ربّما لا يتذكر حامي الدين كلام "مانديلا المغرب" (والتعبير لحامي الدين مع كامل التحفّظ) عبد الإله بنكيران الذي أكد في مقابلة تلفزيونية سابقة لقناة "العربية" أنه اختار التعاون مع المؤسسة الملكية، مضيفا أنه لا يصلح للتنازع مع الملك، ولن ينجح أي رئيس حكومة ينازع الملك. هذا قول "كبير القوم" وهو يواصل الدفاع عن الملكية واصفا إيّاها بأنها صمام أمان، ولا يزايد في الأمر إلا مزايد أو مختل، مضيفا أنه سيكون عرضة لاستنكار جميع المغاربة بمن فيهم أم بنكيران، على حد قوله.

وفي لقاء آخر بأحد التجمعات الحزبية وضح بنكيران أمام شبيبة حزبه موقف حزبه من المؤسسة الملكية بالقول "التشبث بالمؤسسة الملكية ليس موقفا تكتيكيا، فعلاقتنا بالملكية غير قابلة للتغيير فهي قرار استراتيجي"، مضيفا "إنه موقف “عقائدي فيه الوفاء للبيعة لملوكنا، إنه ذو خلفية دينية، فنحن أمة مسلمة عندها منطق". وواصل حديثه بالجزم "إن الاختلاف مع الملكية إن حدث يجب أن يتدبر بالأدب اللازم".

كل هذه القرائن التي سقناها تدين عبد العالي حامي الدين، وتلزم سعد الدين العثماني إما بـ"تأديب" حامي الدين أو "الاعتذار" شخصيا للمغاربة!!

هذه هي "الشجاعة" السياسية التي ينبغي أن يتحلى بها رئيس الحكومة وزعيم الحزب الذي يقود الأغلبية لمواجهة "وقاحة" حامي الدين الذي فقد كل الفرامل بعد أن ضاق حبل المحكمة حول عنقه، مفضّلا أن يكون "انتهازيا" سياسيا بدل أن يكون "مستشارا برلمانيا"... اختار أن يكون "أنانيّا" وهو يفكر في مصلحته الشخصية عوض المصالح العليا لحزبه، خاصة عندما رمى بنكيران بالورود وقذف العثماني بـ"الأشواك".

هذا هو عبد العالي حامي الدين.. من "شرّ" ما خلق عبد الإله بنكيران!!