السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

غنيم: في الحاجة للقطع مع الاغتراب السياسي

غنيم:  في الحاجة للقطع مع الاغتراب السياسي الهاشمي غنيم
أضحى من الملاحظ أن عدة مناضلين (بالعمل و التضحية و نكران الذات و ليس بالانتساب أو دفع واجب الانخراط) في جميع الاحزاب و النقابات الوطنية و التقدمية ..يعانون داخل منظماتهم التي في نظرهم كما في نظر العيان أو المتتبع لم تعُد تحمل هموم الشعب كما كانت من قبل و لا رافدة من روافد النضال المعهود لها انطلاقا من مرجعياتها الايديولوجية او تلك المجتمعية بل باتت العضوية فيها من عدمها رهينة بالولاء و الامتثال كما أن الاشتغال داخلها محكوم بالتعليمات خصوصا في الحقبة الاخيرة التي تتميز بأن الكل يحارب الكل و الكل يساند الكل حسب الظروف و المستجدات و حسب ما تقتضيه الظروف سواء تلك التي نعلمها أو تلك التي لانعلم عنها شيئا و التي غالبا ما تدور في فلك المصالح الضيقة.
إن هذا الوضع الغير السليم و العبثي قد يدفع بالعديد من هؤلاء المشار اليهم أعلاه إما الى تجميد نشاطهم و هذا واقع بالفعل او تجميد العضوية..مما سينعكس بالسلب و بلا شك على المناخين السياسي و الاجتماعي للدولة ..فلا يمكن تصور دولة قائمة الأركان و ديمقراطية صحيحة بدون قوى حية مستقلة و جادة..فتصحيح الوضع أصبح فرض عين للتجرد من هذا العبث السياسي و حالة الفوضى التي باتت تحكم الممارسة الحزبية و النقابية بالبلاد ..مما أدى بنا الى القول بأننا لم نصل بعد الى ديمقراطية تمثيلية لنحلم عبثا و الحالة هذه بديمقراطية تشاركية..فقد أثبت الواقع أننا نعيش تشريكا و ادإشراكا من نوع خاص بعيدا كل البعد على التأسيس لفعل المشاركة كما تصوره بورديو و غيره.  إني  أتصور أن الأحزاب عاجزة عن خوض غمار الانتخابات القادمة و الشعب يتتبع خياناتهم للوعود و تهافتهم عن قضاء مصالحهم الخاصة باسم الشعب المهضومة مصلحته العامة و لنا في ملف معاشات النواب خير و أسيف مثال..ممارسة سياسية تؤسس لما بات يسمى بالاغتراب السياسي...نأمل ختاما  أن يستدرك من بيده الامر هذه الاوضاع حتى لا نصل إلى ما يصعب ضبطه و التحكم في مخرجاته.