تم عزل القاضي الهيني بسبب مواقفه من منظومة إصلاح القضاء وكان قاضيا جريئا لقول الحق عندما رفع صوته عاليا بضرورة إستقلالية القضاء ،تعود محكمة تطوان اليوم في 23نوفمبر لتكمل جريمة أبطالها ،منهم المعروف ومنهم المجهول ،قرار المحكمة اليوم الجائر لطخ سمعة المغرب واستقلالية ونزاهة القضاء المغربي ،وجعلنا نفقد الثقة في السياسة التي ينهجها المغرب .الذين يرفعون شعار المغرب استثناءا، ،نعم في الفساد بكل أنواعه ، في القضاء الذي يصدر أحكاما جائرة باسم جلالة الملك عندما لا ينصف المظلوم باسم جلالة الملك ، ويكافأ الظالم ،الذي عثى في الأرض فسادا .فانفجار البركان آت لامحالة ،وبوادره عشناها ليس ببعيد . مقتل محسن فكري بائع السمك الذي دافع عن القيم الكونية واستشهد نموذج قد يتكرر ،الذي يرفع صوته مدافعا على العدالة ويعتبرها مرآة حقيقية للديمقراطية و يمارس عليه شتى أنواع القمع والترهيب ،ويجوعونه ،ويصادروا رزقه وحقه في العيش الكريم ،لا يخدمون استقرار البلاد بل يدفعون لانتفاضة شعبية.

قرار المحكمة اليوم بمنع الهيني من ممارسة مهنة المحاماة ،ومواصلة معركة الإصلاح ،لن يخدم الإستقرار في البلاد ،بل يدفع للإحباط ،والفوضى وفقدان الثقة في التغيير ،الهيني لم يدخل هذه المعركة لوحده ،الهيني لم يخسر المعركة لوحده ،الهيني خسر القضية لكنه أكد للعالم أن القضاء المغربي فاسد ،وأن مسلسل الإصلاح الذي هللوا له كذب ،وأن المؤسسات التي يدعون أنها أسست من أجل حماية الديمقراطية وحقوق الإنسان هراء ،وأن الأحزاب السياسية التي سكتت عن هذه الجريمة باسم القانون يجب أن تتحمل مسؤولتها في تدهور الأوضاع ،وأن المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي لم يخرج ببيان واضح فيما حصل لينصف قاض هم يعرفون نزاهته ،قمة الظلم والجفاء.
كنّا ننتظر أن يتم إنصاف الهيني ،وتتم المصالحة ،حفاضا على سمعة القضاء ،لكن وزير العدل مارس أقصى درجات استغلال النفوذ وضرب مصداقية القضاء وأعطى التعليمات للقاض الذي أصدر الحكم اليوم بإنزال أقصى العقوبة وحرمان الهيني من كسب قوت يومه بشرف ،ماذا يريد الوزير بعد صدور هذا الحكم ،سوى إشعال نار الفتنة في البلاد .
أستغرب لسكوت الأحزاب ،أستغرب لغياب منظمات حقوق الإنسان ،لالتزام البعض الصمت ،و قد عاهدنا فيهم مواقف الرجال ،
نقول للأستاذ الهيني ،لا تهن ولا تحزن فأنت في الأعلى ،وأنك لست وحدك في هذه المعركة ،تأكد أن كل الشرفاء سيواصلون هذه المعركة ،تأكد أن الإنصاف مجد سيتحقق وليخسأ الخاسؤون.