السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

فريد الحمدوي:مقاطعة الريف، هي مضاعفة للحصار ليس إلا

فريد الحمدوي:مقاطعة الريف، هي مضاعفة للحصار ليس إلا فريد الحمدوي
الداعون إلى مقاطعة زيارة الريف في فصل الصيف، هي دعوة لدق مسمار في نعش الانتعاشة السياحية بالحسيمة خصوصا، وبالريف عامة، وهي تسير في سياق الحاقدين الذين يحكمون القبضة على المدينة ويحاصرونها، ويعملون ما بوسعهم لقتل المدينة ووأدها بكل ما أوتوا من قوة وزاد.. ولذلك فإنني أرى والله أعلم أن النضال الحقيقي هو زيارة المدينة والإقامة بها، ونفض غبار الحزن والكساد عنها، سواء من أبناء الريف بالمهجر أو بالوطن، وكذا كافة المغاربة الأحرار الراغبين في التضامن مع سكان المدينة وتجارها الذين ينتظرون فصل الصيف كملاذ أخير لتوفير ما يسددوا به فواتيرهم التي تنهكهم وإنقاذ ماء وجه موسم سياحي يسعى الحاقدون لجعله حزينا وأكثر حزنا..
لكن قد يقول البعض بأنه هناك ما يتم ترويجه بخصوص لائحة نشطاء الحراك من أبناء الريف بالمهجر، أمرت النيابة العامة باعتقالهم بمحرد أن تطأ أقدامهم أرض الوطن، فقد تكون حقيقة أو مجرد إشاعة، وقد نعذر من كان نشيطا، لكن لا تشجعوا الناس على مقاطعتنا، فأنتم أملنا الوحيد في إنقاذ المدينة، إضافة إلى إحياء صلة الرحم بيننا، فهل ترضون بأن تقاطعوا آباءكم وأمهاتكم وأصدقائكم وحمقى مداشركم وحاراتكم.. فمنذ الأزل شكل أبناء الريف المغتربين المنقذ الحقيقي للتحار والسياحة بالمدينة، وساهموا في منح فرص لشبان يسترزقون بشي السردين وبيع الذرة المشوية، وساهموا في دراستهم وفك بعض العزلة عنهم، فهم منذ الأزل مصدر رزق سكان المدينة صيفا وشتاء، وبتمويلهم درسنا ولبسنا وسافرنا، وشربنا "كروش" وبغبغنا..
خطابي هذا لا أرجو منه أن يكون ضد أي أحد، وأحترم وجهات نظر أي كان، لكنني أريد أن تفتح زوايا نظر أوسع لمن يتردد في زيارة الريف أو مقاطعته، ومن يرى نفسه مهددا في سلامته، فأنا سأكون أول من ينصحه بالبقاء وتأجيل سفره إلى وطنه إلى حين..لكنني أتمنى أن تشجعوا أبناء الريف على فك الحصار وليس على حصاره ومضاعفة معاناته، وهي كلمة نابعة من معاناة أتلمسهازفي أبناء مدينتي من التجار الذين أتمنى أن يكونوا في مستوى ما يمر به الريف ويكونوا هم أيضا الأذرع المفتوحة لاحتضان إخوان لهم جاؤوا لإحياء الرحم معهم وللتضامن معهم..