الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

محمد جدري: باي باي مونديال روسيا 2018

محمد جدري: باي باي مونديال روسيا 2018

مباراة الأمس بين المنتخب الوطني و المنتخب الإيفواري، كانت مباراة حاسمة للتأهل لمونديال روسيا 2018، لكن، للأسف، انتهائها بنتيجة التعادل صعب كثيرا مأمورية أسود الأطلس للوصول للمونديال بعد 20 سنة من الغياب. حيث أن أبجديات التأهل تحتم عليك الانتصار وجوبا بملعبك و أمام جمهورك و العودة بالفوز أو بنتيجة التعادل من خارج الميدان.

الكل لاعبين، تقنيين، مسيرين، إعلاميين، جمهور خاب ظنهم مرة أخرى. خيبة الظن هاته ماهي إلا تحصيل حاصل.سنحاول من خلال هذه المقالة، الحديث عن تاريخ الكرة الوطنية، ثم سنتحدث عن مسببات هذه الإخفاقات المتتالية، قبل أن نتطرق لبعض الحلول الممكنة لتجاوز فترة الفراغ هاته التي طال أمدها.

طالما سوق لنا الإعلام الوطني، أننا فريق كبير و يضرب له ألف حساب قاريا.بإطلالة سريعة على موقعي الفيفا و الكاف، لم أجد شيء يذكر:

1-      أربع مشاركات في كأس العالم من أصل أكثر من 25 دورة. خلال هذه المشاركات تجاوزنا الدور الاول مرة وحيدة سنة 1986؛

2-      فوز يتيم بكأس إفريقيا يعود لأربعين سنة خلت؛

3-     منذ 1990 لم نشارك سوى في ثمان مرات من أصل 14 كأس إفريقية للأمم. أكثر من ذلك لم نتجاوز الدور الاول، إلا مرتين سنة 1988 بوركينافاسو و 2004 بتونس؛

4-     مشاركات المنتخب الأولمبي تعد على رؤوس الأصابع؛

5-     فوز يتيم بكأس إفريقيا للشباب نظمت بفاس و مكناس سنة 1997؛

6-      مشاركتين بكأس العالم للشباب، الأولى بماليزيا و أقصينا بالهدف الذهبي، و مرة ثانية وصلنا لنصف النهاية بهولندا سنة 2005؛

7-     فوز الأندية الوطنية بكؤوس إفريقيا لا يتجاوز تسعة كؤوس من أصل أكثر من 100 كأس منظمة.

انطلاقا مما سبق يتبين جليا و بالملموس أن تسويق كرة القدم الوطنية على أنها رائدة إفريقيا و عالميا ما هو إلا وهم كبير.

للحديث عن أسباب إخفاق كرة القدم الوطنية لابد من التطرق لمن يسير هذه الرياضة وطنيا و محليا.

وطنيا، منذ الاستقلال إلى حدود سنة 2008 لم يسير جامعة الكرة إلا العسكر، و منذ 2008 تعاقب على رئاسة الجامعة علي الفاسي الفهري، الشخص الذي لا يربطه بكرة القدم إلا الخير و الإحسان، ثم تلاه فوزي لقجع المقرب من حزب البام.

محليا، أغلب الأندية الوطنية يسيرها أناس لا علاقة لهم بكرة القدم لا من بعيد و لا من قريب. همهم الوحيد، إما الاسترزاق منها أو الاستفادة منها سياسيا.

الخطير في الأمر، أنه مع كل إخفاق رياضي، تبادر الجامعة لتبديل الناخب الوطني، لدرجة أنه منذ 1992 تعاقب على الفريق الوطني أكثر من 14 مدرب. في حين أن القرار الصائب هو تقديمها لاستقالتها.

أعتقد أن كرة القدم الوطنية تنتظر إصلاحا شموليا، يعتمد على مجموعة من الإجراءات الهيكلية و التقنية:

  1. حل المكتب الجامعي الحالي؛
  2. حل العصبة الاحترافية؛
  3. تقديم كل رؤساء فرق النخبة بقسميها لاستقالتهم؛
  4. تنظيم حوار وطني رياضي يجمع كل المتدخلين من لاعبين و تقنيين و مسيرين و حكام و قدماء لاعبين و أطباء و صحفيين رياضيين و روابط المشجعين... للخروج بخارطة طريق للعشرين سنة القادمة؛
  5. مصارحة المغاربة أننا بصدد بناء منتخبات جديدة، و عليه يجب تشجيعها و مساندتها و عدم انتظار الشيء الكثير منها. و أن الموعد القادم هو مونديال قطر 2022. أعتقد أن ست سنوات كافية لبناء منظومة كروية جديدة.

ختاما، لا شيء من هذا سيتحقق، بل ستدافع الجامعة الملكية لكرة القدم عن هيرفي رونارد إلى حدود نهاية التصفيات المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018، ثم سيتم تعويضه بمدرب مغربي كالحسين عموتة أو وليد الركراكي، أو امحمد فاخر إلى حين التفاوض مع مدرب عالمي قادر على تحقيق التأهل لمونديال قطر 2022. و سنبقى نلف في نفس الحلقة المفرغة التي بدأت سنة 1998 و لم نستطع بعد الخروج منها.