الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز:من الشهيد في الوطن ..؟...

أحمد بومعيز:من الشهيد في الوطن ..؟...

ولم يمض على خطاب الملك أمام البرلمانيين الجدد كثيرا... بالكاد أسبوعين..
الخطاب تحدث عن تخليق الإدارة، و أشياء أخرى ... و عن المواطن بالأساس .
و تتبعت تفسيرات و قراءات بليدة ، ترجع الخلل كله لأضعف الحلقات في الإدارة و التدبير ... من حراس الأمن البسطاء ، إلى موظفي الحالة المدنية ، و المعلمين ، و الفقراء...
و الأصبع يشير إلى القمر... و الأبله يشير إلى الأصبع . وما أتفه التحليل الذي نحتمي به من جبننا و جهلنا..
فصار في الوطن ما صار ... و يصير الأمر كما كان أو أفظع ................
قتلوا فكري ... و بالحسيمة ... و بقلب بارد ، و بأعصاب أبرد .
فمن قتل فكري ؟
الشعب لم يقتل فكري .. وحاشا... و حتى الذي يمكن أن يأمر ، أو أمر ماكينة الطحن بطحنه لم يكن هو نفسه الآمر، وحتى في سياق مقولة كن... ، فكان و يكون الأمر نافذا كأمر إلاهي ...
فمن قتل فكري في الحسيمة ؟
ربما كان فكري نموذجا متكررا لتجاوزات تعني الوطن ... وتعنينا ... فكم منا و منهم فكري ... كم فكري في الوطن .. وكم من السمك يستحق الطحن ... بدل طحن صاحبه ؟ ...
أكاد أعيد ترتيب أبجديات التحليل لأخلص أن تمة معضلة في الوطن ...فنخبه صارت هناك ... و أصابها الصمم ...و أحزابنا تكاد تجن كي تطل على مقعد بحكومة مصيرها الشلل...
فمن قتل فكري في الحسيمة ؟
ليس الوطن و لا الله .
فلم يمض على خطاب الملك أمام البرلمانيين الجدد كثيرا ... فهل تم تنفيذ أوامر الملك ؟...
لا ...
الملك تحدث عن المواطن و الإدارة... و المواطن هنا يطحن كل لحظة ... من فكري إلى الآخرين الذين ينتظرون ساعة الطحن . و طحن فكري أهون من الطحن المنتظر ..
و الإدارة معنية ، ولا تعنيها الحكاية ... حتى خطابات الملك لا تعنيها ... هي صامدة في الطحن بكل ما أوتيت من قوة ...
و الإدارة ليست هي الشرطي البسيط ، و الموظف البسيط ، الذي كابدت حكومتنا المنتهية في تشكيل منتخبها في تعريته من آخر ثوب الكرامة الذي يستر بالكاد عورته..
الإدارة هي التشكيل العنكبوتي لبروقراطية و مصالح صارت موازية للدولة .. و صارت تحكم كما شاءت ، ورغما عن عيشنا وموتنا و قمعنا و طحننا ..
فمن قتل فكري ؟
و أنا لست مع فكري ، وكان على الإدارة أن تحاكم فكري كما شاءت ووفق القانون ... إن كان زائغا عن القانون الذي نحتاجه في الوطن ..
الإدارة و القانون في الوطن قتلوا فكري ... و سيقتلون أكثر ..
و بالمناسبة ...لمحت بعض المتربصين و هم يجتروا أوهاما كي يعيدوا تلميع صورهم .. كلهم صاروا فكري ... وهم ليسوا فكري ... هم فقط أشلاء مرحلة فازوا فيها بامتيازات حقيرة كنضالهم...
كما علمت أن الوطن قسم بين موت فكري و الدفاع على المجرد المسجون في فرنسا بتهمة تفانيه في نزوات جنس مكبوتة ...
فمن هو الشهيد في الوطن ... فكري أم المجرد ؟..
أضن أن كل المغاربة صاروا شهداء إلى أن تثبت وطنيتنا...