الجرح بيون . بيون. والفقد عظيم عظيم..والألم بجرح الثقب الأسود في الكون..خلت الدار من محسن فكري. وحدهم الأهل يحسون بخواء المصير وبالحزن الشديد..ويعلم الله وحده كم ستتغير عادة أسرة الشهيد محسن فكري الغذائية. لن يقربوا السمك بعد اليوم. لن يفكروا في البحر بعد اليوم. ولنا أن نخمن أن يود الملح سيستعصى عليهم ذره في مأكلهم بعد اليوم .
رحم الله محسن فكري.
لكن انتبهوا .
أصدر رئيس الحكومة " توجيها " ل " جماعته " بعدم الخروج للتظاهر.
فسر الأمر بكون عبد الإله بنكيران يطمئن الدولة أنها لن يصيبها مكروه . فوقود المظاهرات في يده. ولقد اصدر توجيها بالكف.
الواقع غير ذالك .
بنكيران أبرق لجماعة الإخوان المسلمين أنه على نهجهم لا يحيد . المرحوم محسن فكري ارتمى في مطحنة شاحنة الأزبال. وهو ما يدرجه حسب الشرع الإسلامي في خانة " المنتحر " لذالك كان التوجيه لمريديه بوصفه قائد الجماعة الإسلامية في المغرب بأن المنتحر تجري عليه أحكام الفقه بكونه " عاصا".
نحن أمام " توجيه " شرعي وفقا لمقاصد الشريعة .
ذهب وزير الداخلية محمد حصاد ومعه الشرقي الضريس الوزير المنتدب في الداخلية إلى بيت الفقيد.كانا بلباس إداري( بذلة ورابطة عنق ) وقدما التعازي باسم الملك.
تعازي مدنية .
غاب اللباس الرسمي للدولة.( الجلباب والطربوش ) ولم نسمع بتكفل الجهات الرسمية بواجب العزاء.ولا بلاغا رسميا في الموضوع.
لماذا ؟
لقد ورط بنكيران الدولة حينما استبق واصدر " توجيه " عدم الخروج لطائفته . وألزم المخزن الأصولي أن يعاضده . لذالك ظهر الوزيران حصاد والضريس بمظهر من أتى لمنزل الشهيد محسن فكري لإبلاغ مخالفة وليس لتقديم التعازي.
توجيه بنكيران يحمل قراءة متخفية . محسن فكري منتحر عاص. وهو يلزم ذالك الطرف في الدولة الذي يعرفه جيدا ب " النقل عنه " و " اتباعه " والزامه بذات التوجيه الذي أمر به أتباعه. وهو يجبر ليس فقط فرع المخزن الأصولي وإنما رديفه الحداثي بالأخذ بما انتهى إليه " علماء الأمة " في " قاتل نفسه"
"قاتل نفسه - والعياذ بالله يغسل ويكفن ويصلى عليه - ؛ لكن ينبغي للإمام الأكبر ولمن له أهمية أن يترك الصلاة عليه من باب الإنكار ، لئلا يُظن أنه راض عن عمله . والإمام الأكبر أو السلطان أو القضاة أو رئيس البلد أو أميرها إذا ترك ذلك من باب إنكار هذا الشيء وإعلان أن هذا خطأ فهذا حسن ولكن يصلي عليه بعض المصلين . "
ليصلي عليه" بعض المصلين". وليحتج ويتظاهر عليه "بعض المواطنين", المهم أن لا نكون منهم, طبقا للشريعة الأسلامية التي نمثلها .
رسالة بنكيران وصلت ليس فقط للمخزن ولكن لجماعة الإخوة المسلمين والذي يظهر أنها هي من تحكم المغرب.
ولا تنسوا فالعثماني والرباح..وقيادات بيجيدية أخرى ذهبت لمنزل الشهيد لتقديم التعازي ..لاحظوا الصورة. العثماني يحايث حصاد والرباح يماثل الضريس . بذلة إدارية..
!!و لا لباس رسمي للدولة أو أهل البلد
إنه العزاء الإداري الموجه لعموم الفرق غير الناجية ( المواطنون المحتجون والمطالبين بإعمال القانون وترتيب الجزاء في قضية موت محسن فكري )
البيجيدي يحجر على الدولة. وبنكيران منذ ألان لربما عين سرا قائما بأعمال خليفة المسلمين إلى حين بلوغ تمام التمكين .