الخميس 28 مارس 2024
سياسة

العميد أكضيض: ما يقوده الحموشي من إصلاحات يعد سابقة في تاريخ مديرية الأمن

العميد أكضيض: ما يقوده الحموشي من إصلاحات يعد سابقة في تاريخ مديرية الأمن

أكد محمد أكضيض، عميد أمن ممتاز سابق وخبير في القضايا الأمنية، على أن المدير العام لمديرية الأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي يقود إصلاحا يعد الأول من نوعه في تاريخ المؤسسة. مضيفا في حوار مع "أنفاس بريس" أن ما يباشره الرجل من إجراءات الافتحاص الرامية إلى محاربة الفساد والمفسدين خير مؤشر على بلوغ مرحلة إرساء دعامات التغيير البنَّاء، عوض ما كان معمولا به لسنين، وما أفرزه من اختلالات كان لها الوقع السلبي على علاقة المواطنين بالجهاز الأمني، سواء على مستوى اتساع الهوة بين الطرفين، أو ترسيخ عامل فقدان الثقة من جانب عامة الناس بالخصوص. لهذا، يردف محمد أكضيض، يحق نعت هذه المرحلة بالدقيقة والفاصلة بين وضعين كان لأولهما ما كان من مساوئ هدر المال العام وانحرافات الشطط في استعمال السلطة قبل أن يحل الثاني لإعلان ثورة تقويم كل تلك الإعوجاجات..

+ ربما قد يكون هناك إجماع من قبل الرأي العام بشأن وقوع تحول كبير على مستوى الإدارة العامة للأمن الوطني مع مجيء عبد اللطيف الحموشي. كيف تشرح وأنت العارف بخبايا الدار هذا التحول؟

-- من المعروف عدم إمكانية اجتماع الشعب كافة على ضلالة، وبالتالي فالقول بإحداث تحول أمر أكيد ولا شك في صدقه. لذلك، أضيف بأن عبد اللطيف الحموشي يقود بالفعل إصلاحا يعد الأول من نوعه في تاريخ المديرية العامة للأمن الوطني، على اعتبار أنه يشكل القاطرة والظاهرة التي وهبت للمغرب بمعايير متنوعة. منها كونه الأمين الأول على المال العام ومال رجال الأمن. كما أنه يرسي كل القواعد المؤسساتية لهذه المديرية.

+ فيما تتجلى بنظرك هذه القواعد وأدلة تثبيتها؟

-- وإن كانت الإجراءات كثيرة، غير أنه يمكن الاستدلال بما يعمل به الآن من افتحاص لمديرية الإعلاميات، والبطاقة البيوميترية وكذا التوثيق. مع البحث بصرامة في مجموعة اختلالات تراكمت عبر عهود ولم يتمكن أي مدير عام سابق من اقتحام معاقلها والوقوف على حقيقة خطورتها. وبذلك، أقر أن عبد اللطيف الحموشي عقد العزم وهو الآن بصدد تنفيذ عزمه على مستوى استئصال كل الأورام، مع تجديد بنية الأمن الوطني لإخراجه في نهاية الأمر إلى مرفأ الشفافية وتكافؤ الفرص. هذا إلى جانب القطع مع كل ما يمكن أن يعيق تطور هذه المؤسسة على النحو الذي يرضي جميع المواطنين بمختلف مشاربهم ومستوياتهم الاجتماعية.

+ هل يمكن القول، على ضوء تأكيدك هذا، بأن الحموشي وضع الأصبع أخيرا على ما شاب علاقة المواطن العادي برجال الأمن من عزلة وتوجس؟

-- طبعا هذا ما أعنيه. فبفعل أمثال من أتى الحموشي لمحاربتهم اتسعت الهوة الفاصلة بين المواطنين وهذا المرفق الذي يعد بداية ونهاية مرفقهم. كما ساهموا في فقدان الثقة حيال الجهاز الأمني عموما. والسبب تعسفهم في استغلال السلطة بعد أن اعتبروها مطية لخدمة المصالح الخاصة، والسعي وراء حصد الأموال بدون وجه حق إلى أن اعتقدوا واهمين كونهم فوق الجميع وأقوى من القانون. إنما، وكما هو معلوم، فإن الله يمهل ولا يهمل. فأتى هذا الرجل ليحل خيرا على المؤسسة وتمكن بمعية أشخاص شرفاء بإنزال مخططه على أرض الواقع دون تردد. وهو الواقع الذي يا ما قرعت بشأنه أجراس الإنذار وكان على وشك الإصابة بالسكتة القلبية.

+ جرت العادة أن يقترن كل إصلاح بمقابل ما. فماذا عن ثمن ما يقدم عليه عبد اللطيف الحموشي؟

-- الثمن سيدفعه طبعا المتورطون. وأعتقد بأن الجزاء سيكون بالإحالة على التقاعد كإجراء أولي. ولو أن الأهم في اعتقادي هو قيمة المكاسب الناتجة عن تلك التغييرات، وفي مقدمتها الاطمئنان على أمن المال العام بضمان صرف كل سنتيم منه لغاية المصلحة العامة. ومن ثمة قطع الطريق على أي محاولة لتحويله إلى الجيوب كما كان يفعل حاملي شعار "أنا ومن بعدي الطوفان..". هي إذن مرحلة دقيقة لإرساء دعامات التأسيس عوض ما أفرزته عقليات تحن للهدم ولا تطيق البناء، كما لا تنتج سوى التصرفات العرجاء التي لا تليق بنا كشعب يروم الاستقامة والنزاهة في مؤسساته. ولعل من حسن الحظ أن جاء الحموشي كهبة ملكية في الوقت المناسب.