الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد النبي اضريف الدكالي: فين غادي بيا خويا فين غادي بيا؟

عبد النبي اضريف الدكالي: فين غادي بيا خويا فين غادي بيا؟ عبد النبي اضريف الدكالي

ما فعلته العربية السعودية، يظهر الشرخ الذي يفتت الدول العربية اليوم، فباتت أطروحة العروبة و الإسلام و الدم، تتكون من كلمات فارغة المحتوى، تؤكد بأن الأعراب الأشد كفرا و نفاقا، كانوا يوظفون هذه المساحيق كسبيل للتضليل و الاستغلال، و ما يحز في النفس هو الطريقة التي تلقى بها ذوو الأصفار خبر فوز أمريكا ومن معها، فاعتبروه نصرا كبيرا للرياض و واشنطن، و نسوا بأنهم يفرحون لمن و ضد من و مع من؟

هذه الضربات الموجعة هي حالة صحية و إيجابية، وهي تتمة لسلسلة من العبر، جادت بها السماء على المغاربة، و لكن لم نستفيد منها، لكن اليوم ، يجب أن يعلم كل هؤلاء الذين يتلاعبون بالمال العام، سواء بقصد أو بغير قصد، أو بالقانون و خارج القانون، بأن هامش الخطأ أصبح جد جد ضيقا، لا مكان للتهور و التبدير و التلاعب، الكل يعرف الواقع المعاش، و الإكراهات المطروحة عليه، نحن في حاجة إلى سياسة تنموية حقيقية.

بالله عليكم دعونا من الشعارات و الأوهام، لو أصلحنا بلدنا، و متنت قواعدنا الاقتصادية، و كنا أكثر تنافسية من غيرنا، لتسابقت الأمم على مجاملتنا و التقرب إلينا. أي مغرب الذي  سينظم كأس الأمم؟ ذاك الذي تتصدر جامعاته سلم الرداءة على المستوى العالمي؟ أو ذاك الذي مازال يغرق في بحار الأمية؟ أو ذاك الذي مازالت أكثر من نصف طرقه هشة؟ أو ذاك الذي تتظاهر حكومته ضد الشعب أمام البرلمان؟ أو ذاك الذي يجعل من الأكياس و الخشب قناطر يمر منها سكان المنسيون، النصف يمر و النصف الآخر لا يعلم به إلا الله؟ أو ذاك الذي توزع مواعيد العلاج على نرضاه بالشهور و السنون؟ إننا ننافس أمريكا و كندا و المكسيك يا عباد الله، أتدرون من هي أمريكا؟ - بعض النظر عن جبروتها- إنها الدولة المارقة القوية، ذات البنى التحتية القوية، و الإقتصاد المتين، و الجامعات المصنفة، و حقوق الارتفاق فيها بحر لا ساحل له.

أتدرون من هي كندا؟ نعرفها جيدا، إنها الدولة العظمى التي سرقت كل عقولنا و عباقرتنا و أجود حرفيينا، إنها كندا العظمى، بمجرد ما تطأ قدماك أرضها، تسلم لك أوراق الإقامة مع محل الإقامة، و من أين تمول هذه الإقامة، أي أنها  تقدم لك شغلا على طابق من ذهب، و مع كل الحقوق والامتيازات و حتى الكماليات.

هل تعرفون من المكسيك، إنها أفقرهما، و لكن أغنى منا، ليس بالثورات و حسن التدبير، بل بقربها من أمريكا القوية و كندا الرائعة و عدم انتسابها للأعراب المنافقين، و يكفينا بأن مسلسل كوادالوبي المكسيكي أفرغ المساجد، و أجبر الرعاة على إدخال البهائم و الماشية من المرعى قبل الموعد،  و استقبلت_ تلك التافهة_ بطلته استقبال الأبطال، و حج إليها المغاربة من كل حدب و صوب لا لشيء، إلا لامعان النظر في مؤخرتها و نهديها و عينيها.

مع من يتنافسون يا علية قومنا؟ أ مع الطوفان؟ لم نأخذ العبرة من الترشيحات الأربعة السابقة، كنا نقدم في كل ترشيح الماكيط، و ننهزم، و قدمنا الماكيط مرة أخرى، و سقطنا بنيران شقيقة، يا لها من نيران!!!!  الأجدر هو أن توقظنا هذه النيران من سباتنا و من أحلامنا الواهية، من يزرع البرد يحصد الريح، لا تقولوا بأن أمريكا تسلطت علينا و أجبرت ضعافنا على التصويت ضدنا، لا ، بل نحن من تجبرنا على أنفسنا، لو أخذنا العبرة من الهفوات السابقة، و أصلحنا أخطائنا، ما أصابتنا لعنتهم.

كفى من تحميل أخطائنا القاتلة لأمريكا و السعودية وووو، نحن الذي أخطأنا، و يجب أن نتحمل تبعات هفواتنا، هذه الكارثة ليست النهاية، اذا كانت  13 مليار درهم ستلقننا الدرس، و تعري واقعنا، و نعرف من خلالها مع من، و ضد من، فعلى حد قول المثل الشعبي #رخيصة بتعليمة#. من اليوم، إن أردنا أن نحارب الداء، يجب ان نحسب خطواتنا، و نقطع مع التخربيق، و ننوي الإصلاح، فهذا البلد الطيب اهله، يستحق أن يعيش في رغد و سلام و امن، ربنا اجعل هذا البلد ، بلدا امنا و و أرزقه من كل الثمرات، و وحد كلمته، و أصلح ولاته، و أرزقهم البطانة الصالحة، و جنبنا الفتن، ما ظهر منها و ما بطن. تحياتي..