الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

شعار آل سعود: البيت الأبيض كعبتنا وترامب إلاهنا والمغرب عدونا !

شعار آل سعود: البيت الأبيض كعبتنا وترامب إلاهنا والمغرب عدونا ! ترامب و بن سلمان
قدر المغرب، بعد "خيانة" تركي آل الشيخ في مؤتمر الفيفا المنعقد يوم الأربعاء 13 يونيو 2018 بموسكو، أن يتجرّع طعنة الغدر من "أشقائه" العرب بقيادة السعودية التي لعبت دورا حقيرا في فوز الملف الثلاثي لتنظيم كأس العالم 2026. السعودية التي تنكرت للعلاقات التاريخية التي تجمعها بالمغرب، وروابط الدين والعروبة واللغة، لم تكتف فقط بمنح صوتها لأمريكا، بل تقمصت دور "السماسرية" و"الشنّاقة" وقامت بالضغط على بعض الاتحادات العربية والأسيوية والإفريقية لعدم التصويت للملف المغربي، في خطوة لم تكن متوقعة من أرض "الوحي". لكن يبدو أن "الوحي" الحقيقي أصبح ينزل من سماء "البيت الأبيض" الذي بات هو "كعبة" آل سعود الحقيقية التي يحجون إليها لتلقي التعليمات والأوامر. والدليل أن دونالد ترامب في زيارته الأخيرة للسعودية عومل هناك كقدّيس وليس زعيم دولة، وعاد إلى الكعبة "البيضاء" محملا بالقرابين والهدايا هو وابنته "إيفانيكا" وزوجها "كوشنر"، الثالوث الذي أصبح مقدسا لدى السعودية. لذا ليس عجيبا أن يتحول تركي آل الشيخ إلى "عرّاب" للملف الأمريكي ويدافع عنه بشراسة أكثر من الأمريكيين أنفسهم.
ليست هذه هي الطعنة الأولى في الظهر التي يتلقاها المغرب من "أشقائه" العرب، لكن هذه الطعنة جاءت من "الشقيق الأكبر" السعودية التي كان خاض الحرب عنها بالوكالة في اليمن ضد الحوثيين، وقدّم شهيدا، وقطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، بالإضافة إلى الكثير من المواقف التي اتخذها المغرب لدعم السعودية. لكن في أول اختبار سقطت السعودية في امتحان الصداقة والعروبة والإسلام والتاريخ المشترك. كعبة السعودية اليوم لونها ليس أسود بل بيتا أبيض أصبح هو "دار جهنم" وبيتا لشيطان اسمه "ترامب" الذي كتب مجرد تدوينة خلقت الذعر في اتحادات الدول التي وعدت المغرب بالتصويت له، فوسوس لهم تركي آل الشيخ ليسخن الطرح بأن ملف "ترامب" وحده ولا شريك له.
"التضامن العربي" أصبح مجرد حبر على ورق يكتب في توصيات القمم العربية، لكن بعد خيانة السعودية ومن معها في موسكو، انكشفت كل الأوراق، والفضل يرجع للفيفا وللتصويت الإلكتروني العلني الذي أسقط كل الأقنعة. فمن يتخيل أن تصوت الحزائر على الملف المغربي والسعودية تطعننا من الخلف؟ من يصدّق هذه القصة؟
المغرب أكل يوم أكل الثور الأبيض، وسيظل يتلقى الطعنات الطعنة تلو الطعنة، نتمنى أن تكون درسا قاسيا لنعرف أن الصداقة تتأسس على المواقف وليس المصالح. المواقف هي التي تدوم بينما المصالح سرعان ما تذوب كقطعة ثلج. الصداقة اليوم لا تبنى على أساس الجنس أو الدين أو اللغة بل على الوفاء والإخلاص وليس الخيانة.