Tuesday 8 July 2025
سياسة

حسن مسعودي: تجربة اليونان وإسبانيا وتونس تلهم اليسار الجديد بالمغرب

حسن مسعودي: تجربة اليونان وإسبانيا وتونس تلهم اليسار الجديد بالمغرب

في إطار النقاش السياسي الدائر حاليا في المغرب، والذي يهم مشاورات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران مع الأحزاب السياسية، من أجل إشراكها في الحكومة المقبلة، ومدى احتمال مشاركة الاتحاد الاشتراكي في هذه الحكومة، ومدى يقظة اليسار الديمقراطي الذي عليه تجاوز القوى اليسارية. اتصلت "أنفاس بريس" بالأستاذ حسن مسعودي، عضو اللجنة المركزية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وأجرت معه هذا الحوار: 

+ ما هي قراءتك كيساري لملامح التحالفات الحكومية المقبلة، والتي يحتمل من خلالها دخول الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لحكومة بنكيران، والتي تتناقض بالكل مع إيديولوجية الحزب، علما أننا عشنا في السابق تجربة دخول حزب التقدم والاشتراكية حيث جعلت البعض يطلق عليه الحزب الشيوعي الإسلامي.. فهل سيصبح لدينا في المرحلة المقبلة الاتحاد الاشتراكي الإسلامي؟ كيف تقرؤون هذا الالتباس؟ وما هو حجم تأثيره على مصداقية الخطاب اليساري؟

- هذا السؤال من المفروض أن يوجه إلى الاتحاد الاشتراكي، ولكن رغم ذلك أعتبر أن احتمال مشاركة الاتحاد في الحكومة لن يفاجئنا في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، فقد علق الكاتب العام للحزب الرفيق علي بوطوالة في حوار له بإحدى الجرائد الوطنية إبان شهر يونيو المنصرم على زيارة عبد الإله بنكيران للمقر التاريخي للاتحاد  بأنها إشارة إلى استعداد الطرفين  للتعامل براغماتيا مع نتائج الانتخابات التشريعية التي كان مقررا إجراؤها في السابع من أكتوبر..  ومن ناحية أخرى فلا التباس في التحالفات الحكومية الآن ببلادنا ما دامت تلك الأطراف مستعدة للتنازل عن البرامج المصرح بها للناخبين مقابل الكراسي الحكومية ومادامت أغلب الأطراف "تناضل" لتنفذ الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية للطبقة الحاكمة.

+ إذا حدث دخول الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لحكومة بنكيران هنا في المغرب، فإن الأمر يبدو جد مستبعد في البلدان الديمقراطية حيث تحترم الأحزاب السياسية ذكاء شعوبها، إلى جانب وضوحها الإيديولوجي، اذ لا يعقل مثلا في ألمانيا تحالف المسيحيين مع النازيين، كما لا يعقل أن يتحالف الحزب الاشتراكي الفرنسي مع اليمين المتطرف؟

- يظهر المشهد من الوهلة الأولى على أنه سوريالي، لكن المتأمل له يدرك جيدا أن أغلب الأطياف الممثلة في البرلمان لن ترى مانعا من المشاركة في الحكومة، اللهم إن كان ذلك يتعارض ورغبة الحكم في المرحلة لأن هذا المشهد لم يتحرر بعد من قبضة الحكم لتصبح الإرادة الشعبية الحرة المؤسسة الأولى والأخيرة  لهذا المشهد .

+ احتمال دخول الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وإلى جانبه حزب التقدم والاشتراكية سيزيد من تعقيد وضع اليسار في المغرب، على ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة حيث لم يحصل اليسار مجتمعا إلا على نسبة 8 في المائة.. فهل يعني هذا نهاية حلم بناء قطب يساري لإنقاذ الوضع وإعادة الاعتبار لقوى اليسار في المغرب، وما هو المطلوب في المرحلة المقبلة؟

- أكيد سيزيد ذلك من متاعب إعادة بناء اليسار مؤقتا، أما على المدى المتوسط والبعيد فلابد أن يؤدي النهوض الجديد لليسار إلى تجاوز القوى اليسارية التقليدية التي ستفقد صلاحيتها ما لم تعد النظر في برامجها ومواقفها وتحالفاتها كما حدث في اليونان مع سيريزا وإسبانيا مع بوديموس، وكما حدث في تونس مع الجبهة الشعبية لحماية الثورة.