الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

قطر والمغرب وأحلام إبليس في الجنة !

قطر والمغرب وأحلام إبليس في الجنة ! أمير قطر
"أنا وأخي على ابن عمي. وأنا وابن عمي على الغريب". كان فقط التلميح الذي أثبت به المغاربة من جديد على أنهم فوق كل محاولة تهدف استغلال نقاش بينهم لإثارة البلبلة، أو استثماره لإذكاء تشنج يوده الأغيار حقيقة. في حين أنه لم يكن ولن يكون بحجة الفشل المخجل الذي لحق سعي دولة قطر وهي توظف "بوقها" المتمثل في قناة "الجزيرة" لغرض التشويش بما يروج عن مقاطعة مهرجان "موازين".
فلحسن الحظ، وكما هو من قبيل البديهيات، طاش سهم قطر، وعدا ليس أكثر من نقش على الماء أمام نباهة الجميع إلى ما يحرك ضغينة مسؤولي ذلك "البلد"، على الرغم من أنهم و"بلا عكَز عليهم" أفردوا دقائق لروبورتاج ركزوا من خلاله على كل ما يوحي بأن "القيامة" قائمة في المغرب بسبب مهرجانها العالمي، وأن كافة الآراء مناهضة له على أساس هدره لأموال يبقى الشعب أحق بها.
بيد أن ما لم تقتنع به الدوحة بعد، هو أنها لم تضف بتهليلاتها الميؤوس منها سوى ملحا على جرحها الغائر، ووضعت حتى من غير أن تعي مقارنة جلية الاستنتاج، بين ما تدعيه هدفا لأموال المغرب ومقاصد ملاييرها. إذ وإن كانت تصر على صرف مستحقات الشعب لمغربي على تظاهرة تظل وفي كل الأحوال فنية وثقافية وذات مشروعية دولية، فإنها تلفت وبشكل غير مباشر إلى شيكات قطر التي توقع لدعم التطرف والإرهاب المنبوذين كونيا.
وهنا، يحق السؤال عن أي التوجهين أسلم وأيهما أقبح؟ وحتى إن جاز الحديث عن الضرر، فأي الضررين أخف؟ بل المثير المضحك بالموازاة مع كل هذا، هو أن "الجزيرة" وبما يثبت دوافعها الملغومة، هو الحرص على التذكير بأن "موازين" ينظم برعاية الملك محمد السادس، ومن وراءه شخصيات لها وزنها في الدولة. وهذا إن كان له مدلول فلا يخرج عن سياسة قطر لتقطير السم للمغرب ولمؤسساته. مع أن كل المعطيات الموجزة في "أنا وابن عمي على الغريب" تؤكد كون هذا الحلم لا يعشش إلا في قطر وجزيرتها، ومجرد التفكير فيه يعادل حلم إبليس بالجنة.