الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

صوت الملك دابسماش رئيس الحكومة وفساد الإدارة

صوت الملك دابسماش رئيس الحكومة وفساد الإدارة

ساعة كل انتخابات يتحول المجتمع إلى عشيرة مكاييل société de pesage وعشية كل جمعة انتخابات ينتصب وزير الداخلية كما لو كان أمين سوق ليعلن عن وزن الأحزاب. يحدث أحيانا أن  تشك جهة ما في الطوناج. وبحسب قاموسها اللغوي تعلن غش وتطفيف .وتطالب بإعادة الوزن.

الدستور هو وثيقة أمان للتجار. (كل منا ازداد بقدر من النقاوة المقدر لها أن تفسدها المتاجرة مع الناس حسب القول الشهير لإميل سيوران) والدولة محتسب كبير. كان الرومان يسمونه " جونصور" (منه فعل روسونصي / أحصى  و روسونسمون/ إحصاء).

يستقبل الملك ذالك الذي ثقل وزنه. وهو يملك حقا دينيا مطلق النهاية. فهو صاحب الصاع الشرعي إليه يعود الاعتراف بوزن المدعي النهائي. هنا أصالة و تقليدانية النظام.

في المغرب يحتفظ الملك بصوته. خلافا لصوت الملك – في الغرب -المنقرض  جسديا  أو دستوريا. قامت الديمقراطية في الغرب على الفوكس بوبيلي vox populi  (صوت الشعب ) والذي عوض الفوكس ديي vox Dei  ( صوت الله ) وذالك بعد أن  وجه اللوم  لشخص الملك في أنه أخل بالتزاماته في أن يكون مستودع صوت الله ومعبره نحو للشعب .

صار صوت الشعب هو صوت الله وليس العكس. ففي التمثيلية الديمقراطية لم يعد الله يقرر في أمور الشعب عبر صوته الخاص الذي كان يحتكره الملك ويتولى  رجاله من الإيكليروس تنفيذه وإنما -أي الله - صار مستمعا للصوت  ومتلق له بعد أن كان مصدره ومانحه.

نحن أمام أولى الأقوال المأثورة المرتبطة بتأسيس النظر الجمهوري لشكل التمثيلية السياسية في النظام الجمهوري زمن حكم لوديريكتوار. ندين بهذه الملاحظة للمؤرخة صوفي فانيش.

إن الإله مختفي. والملك ما عاد قادرا على تنزيل صوته على الأرض. والذي سيسمع صوت الله في الأرض هو الشعب. هذه قراءة جانسينية صريحة  لوضعية الملك العاجز. وهي قراءة ما قبل ثورة 1789  الفرنسية مرتبطة بإصلاح لاهوتي مسيحي حول النعمة الإلهية  قادها الأسقف إيبير كورنيليوس جانسن بتأثير تراث القديس أوغسطين في الموضوع .

سيقوم المتنفذون الخمسة لحكومة المديرين  le directoire بتأويل دنيوي une interprétation profane للجانسينية في قلب النقاش  الديمقراطي حول معنى أن يكون صوت الشعب vox populi  هو صوت الله  vox Dei.

يستقبل الملك ذالك الذي ثقل وزنه انتخابيا ويعينه لتشكيل الحكومة. يصدر القصر بلاغا في الموضوع. هنا حداثة النظام ؛غير أن الشعب يعلم أن الفائز المنتخب لن يكون أبدا صوته المعبر عن آماله وآلامه. تطلعاته وطموحاته ,حتى ولو حالفه النجاح في محاكاة تطبيق الدابسماش Dubsmash؛ هذا الميم التفاعلي حيث الشفاه وتعابير الوجه توحي بتقمص المُقَلِّد للمُقَلَّد إلى درجة امتلاك نفس الصوت.

هل يملك الدابسماشي نفس صوت المُدَبَسْمَشْ؟

قد يبرع بالدربة والمران في التقليد الميمي بتوليف تزامني لشفاهه مع مخارج صوت الشخص المُقلَّد؛ لكن حتما لن يكون "ناطقا باسمه".

سيظل رئيس الحكومة موصوف بكبير الدابسماشيين, يحاكي صوت الشعب؛ لكنه لا يمثل صوت هذا الشعب. وسيظل الملك هو الشعب وصوت الشعب. وسيظل الوزن الانتخابي مجرد طوناج وقتي. وإلى الله والملك توجه المظالم  والشكاوى.

وستظل النساء يغنين  سيدي محمد يا قطيب اللوز...كناية على أن الآمال لا تزهر إلا في تربة جلالته..جلالة الملك محمد السادس هذا الذي ودادنا به واعتمادنا عليه أبا - ملكا وأخا- صديقا..

أما الباقي فهم مجرد l’eau – صوص . ولا ثقة في إدارات النهب والفساد..

ولو قدر للشعب أن يتحول إلى " سمايري " كبير لفعل. ليس لطلب منفعة وإنما للتظلم لشخص الملك الدستوري  وللسلطان ولحفيد الرسول علية السلام وللأب وللأخ والصديق.

مثلما تنهدت خربوشة في ليل منطقة عبدة ذات زمن ظالم - بعد أن أبى ظلم  القايد عيسى بن عمرأن يُزْوَّرَ-

آزمران آزمران

فينك آمولاي الحساااااان

لما يزل الكثيرين من " مَظْيومي " هذا الوطن يمنون النفس بملاقاة الملك

صوت الملك هو صوت الشعب وصوت الشعب هو صوت الملك Vox Populi.Vox Roy

عاش الملك ..عاش لنا الملك .