Tuesday 8 July 2025
سياسة

عبد الله البقالي: لم أندم على ترشيحي بالعرائش وسأحرج السلطة مليون مرة

عبد الله البقالي: لم أندم على ترشيحي بالعرائش وسأحرج السلطة مليون مرة

قلتها للإخوة في قيادة الحزب قبل مدة كافية، يستحيل خوض غمار انتخابات تشريعية في أجواء لا تمت بصلة إلى التنافس السياسي حيث المال حلاله وحرامه يعيث فسادا في البلاد والعباد، وحيث مصالح وزارة الداخلية تتفرج وتبارك بصمتها ما يجري ويحدث، بل وتحفز الفاعلين الفاسدين على الرفع من وتيرة الأداء.

قبل أكثر من ثلاثة أشهر اندلعت حروب شراء الوسطاء والسماسرة، وانتشرت الولائم في كل مكان. هناك من تذكر أن كثيرا من الجماعات الترابية في حاجة ماسة إلى الخيام فتطوع بشرائها، وهناك من تذكر أن الدواوير بدون كهرباء فتطوع بنقل الأعمدة، وهناك من رق حاله لأوضاع كثير من البسطاء فسارع لمساعدتهم في أفراحهم وأقراحهم. وكانت إذاعة الشارع تتناقل أخبار الجلسات السرية التي تبرم فيها الصفقات في إحدى قلاع أصحاب الحال بطنجة إلى أعماق مداشر إقليم العرائش. ورغم أننا بادرنا في حينه إلى إصدار البيانات المنبهة وراسلنا المسؤول الأول عن العمالة، ولكن لا حياة لمن تنادي، فالسلطة الإقليمية كانت معنية بما يحدث و لم يكن هناك أي داع لإحراجها.

مستحيل، أن تخوض انتخابات تطرح فيها الأفكار والبدائل وتناقش فيها الشأن العام وتخاطب فيها عقول الناس، تحترم ذكاءهم. وتساهم جهد المستطاع في إقناع المواطنين بأهمية الإقبال على السياسة الطاهرة. بيد أن منافسيك في هذا الاستحقاق يبحثون في تفاصيل شراء الذمم، ومخاطبة بطون الجائعين وجيوب السماسرة والمحتاجين. ويبدو الحال وكأنك تنافس عصابة منظمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

لم يكن كل ذلك كافيا، فقد يحدث ما لا يمكن توقعه، فلذلك أطلق العنان لمافيا، أغرقت الأرض مالا حاصرت المواطنين بالترهيب والتخويف.

ولم يكن كل ذلك مطمئنا لأصحاب الحال الذين كانوا يراقبون كل كبيرة صغيرة فلذلك زادوا في وتيرة تحصين العملية بكل ما يجب من، قبل التصويت وأثناءه وبعده بداية من منع ممثلينا من دخول مكاتب التصويت ولم يسمح لهم بذلك إلا بعد أن انتصفت الصناديق بأوراق التصويت، ومرورا بالتصويت بدون استعمال المداد ووصولا إلى السماح بإدخال الهاتف المحمول إلى داخل المعزل لتصوير عملية التصويت لإظهارها لأصحاب الحال الذين كانوا يؤدون المقابل حينا، ووصولا أيضا بنقل محاضر بعض مكاتب التصويت المركزية إلى مقر العمالة وإرجاعها إلى المكاتب المركزية، ولنا أن نتساءل لماذا أصر المسؤولون في العمالة على إحضار هذه المحاضر في خرق سافر وخطير للقانون؟

حينما يتحالف المال الحرام مع السلطة فانتظر الساعة، ومن علامات هذه الساعة أن ينتصر المال حلاله وحرامه على الفكر والثقافة والوعي وعلى الوطنية.

لست نادما على شيء، فلو طلب مني إعادة الكرة مليون مرة لن أتردد، لن أستكين، سأكون في الموعد مع الخصوم، ضد الأعداء من فاسدين طالحين في السلطة وخارجها.