الحاج ابراهيم، ليس مرشحا لرئاسة مجلس النواب، وإن كان المرشح الوحيد لاعتلاء منصة مجلس النواب خلال جلسة انتخاب رئيس المجلس، طبقا للفصل الدستوري الذي ينص على ترؤس اكبر نائب برلماني واصغره، لهذه الانتخابات..
هو الحاج ابراهيم الموحي البالغ من العمر 87 سنة، انتخب للولاية الثانية عن دائرة أزيلال- دمنات باسم حزب الأصالة والمعاصرة، إلا أنه اكتسب عمودية جماعية من خلال كونه رئيسا للجماعة القروية لواولى لأزيد من 40 سنة.. اي منذ وضع اول دستور للمملكة.
تقول مصادر إعلامية محلية أنه ولد سنة 1929 بواولى، ترعرع في وسط مخزني قح، حيث كان والده موحى عدي نايت عبد الله شيخا بارزا في فترة العشرينات و الثلاثينات من القرن الماضي، تنضوي تحت إمرته 12 مشيخة من قبائل كطيوة لوطا وكطيوة الجبل . روي عن موحى عدي الكثير إبان الفترة الاستعمارية : كان من أكثر شيوخ الفترة كرما، وأنشد بعض الشعراء في هذا الصدد في حقه أشعارا كثيرة من بينها أشعار عيشة مبارك و إطو نوريهاص و الشاعر احمد أبراهيم بو المعنى .. يحكي أحد المسنين بالمنطقة أن شاعرا من ورززات كان من بين عمال بناء " إغرم نايت عبد الله " الذين شيدوا المبنى، قال في حفلة ضخمة بمناسبة انتهاء أشغال بناء إغرم الشيخ موحى عدي، و التي حضرتها فرقة بوغانيم أبوكماز:
"نشا أواتا أوردجين شيغ مايدلوليغ
شيغت هات أورتان نموحى عدي أيدكيلا"
معناه أن الأكل الذي قدم للعمال والمدعوين بالمناسبة (بعيدا عن الانتخابات)، ليس له نظير ولم ير الشاعر مثله قط.
والأكيد – حسب العديد من المصادر الشفاهية سواء من كطيوة ، هنتيفة وحتى ولتانة – أن كرمه وعفته كانا سببا في اغتياله، حيث قام المدعو القايد عمر أكلاوو ( ابن أخ الباشا الكلاوي ) بقتله بالسم بعدما سمع بإشاعة إمكانية أن يصير موحى عدي قائدا و ذلك على لسان القائد الفرنسي " كوتي " قائد منطقة دمنات وقتئذ. هذا الأخير أشاع خبر إمكانية منح صفة قائد لموحى عدي الشيخ بعد أن حضر " زفافا خياليا " بإغرم نايت عبد الله رفقة العديد من الشخصيات المخزنية حيث ذهل أمام ضخامة الزفاف الذي قال عنه أحد المسنين من تنانت : " كان أخنقوم (1) و عددها تسعون ، تملأ بالسمن المذاب و يصبها الخدم فوق صحون الكسكس ، و كانت من نحاس ..." . و قبل الانصراف ، أخبر القائد كوتي الشيخ موحى عدي بأنه وقع عليه الاختيار مع زمرة من شيوخ المنطقة الكبار وقتئذ لتمثيل دور ثانوي في أحد الأفلام بمنطقة تلوات نواحي ورززات . و قد مكثوا بالفعل هنالك ثلاثة أشهر كاملة بعد تسجيل الفيلم (2).
مات موحى عدي مسموما إذن سنة 1941 و تولى ابنه إبراهيم الموحي نايت عبد الله إمرة كطيوة في سن مبكرة. تعلم الكثير من احتكاكه بالمخزن إلى أن تم انتخابه أول رئيس لجماعة واولى سنة 1961 مع زمرة من الأعضاء : مولاي موح ن الطلبة ، سي ناصر نايت مود، ابراهيم أوعدي نايت واكون ، بن عقا نوازنت ، سي ابراهيم نايت أولعايد ...
مع احتكار سلطة الرئاسة ، يكثر حبك الدسائس. فقد قضى ثلاثة أشهر حبسا قبل التنفيذ بتهمة الشطط في استعمال السلطة سنة 1971 ، قبل أن يحكم قاضي قلعة السراغنة ببراءته. و الحقيقة – يقول رئيس جماعة واولى – أن هدف الخصوم وقتها هو " إبعادي عن انتخابات 1976 بكل الطرق الممكنة ..." . ظل ابراهيم الموحي – على لسان بعض المسنين من قبائل كطيوة – رمزا للكرم على نهج والده موحى عدي . يقول أحدهم من قبيلة إدماغن : " في فترة الجفاف ( الثمانينات ) ، هم القلق و الفقر بمعظم قبائل المنطقة ، و جئنا إلى الحاج إبراهيم نخبره بسوء أحوالنا ، و لم يكن ليردنا خائبين . نأخذ من البيدر ما نشاء من الحبوب سلفا ، و كان منا من يردها إليه عندما تكون السنة الفلاحية جيدة ، ومنا من لا يردها ، و لا يسأله عنها ، لقد كان ذا كرم كبير ..." .
احتكر الحاج ابراهيم رئاسة المجلس الجماعي لواولى إلى أن فاز في الانتخابات التشريعية نائبا برلمانيا سنة 2007 ، و قد فاز بعضوية الغرفة الفلاحية ثلاث مرات متتالية ، ليعود إلى رئاسة المجلس الجماعي من جديد سنة 2015 بأغلبية سيطر عليها حزب الجرار.
رئيس جماعة واولى أب لثمانية أولاد و أربع بنات.
سياسة