الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

الطيب حمضي:هل تؤشر انتخابات 7 أكتوبر على نهاية الباميين من أصول يسارية؟

الطيب حمضي:هل تؤشر انتخابات 7 أكتوبر على نهاية الباميين من أصول يسارية؟

هذا السؤال يجد مشروعيته على ضوء ثلاث ملاحظات :
1 ـ لاحظ المتتبعون غياب شبه تام لترشيح عدد من الأطر ذات الجذور اليسارية والمعروفة للرأي العام داخل حزب الاصالة والمعاصرة.
فقيادة الحزب تؤمن بالفاعلية الانتخابية وبضرورة الحصول على المقاعد أولا. وتلك مهمة يتقنها أعيان ومنتخبون احترفوا الانتخابات بل النجاح مع تنظيمات سياسية أخرى قبل ان يتم استقطابهم للبام. أما قدماء اليسار فحظوظهم ضئيلة. لذلك لم يعد البام يرشحهم إلا ضمن لوائح مضمونة النجاح (لوائح وطنية، في مقدمة لوائح محلية خلال الانتخابات الجماعية ..)
2 ـ خلال الانتخابات الأخيرة وبعد عودة نشطة لليسار من خلال فيدرالية اليسار ولو على المستوى الإعلامي وان لم تترجم العودة من خلال نتائج انتخابية، لاحظ الجميع كيف أن وسائل الإعلام الوطنية الحكومية والغير حكومية والدولية المرئية والمسموعة والمكتوبة والالكترونية ركزت على فيدرالية اليسار كممثلة لهذا التوجه. وحتى خلال الحوارات التي تستضيف قيادات من البام لم يعد هذا السؤال يطرح بالنسبة لتوجه حزب الجرار بناء على وجود قيادات داخله ذات جذور يسارية
3 ـ بروز الطبيعة القروية للناخبة على حزب الجرار خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة والمكرسة من خلال نتائج 7 أكتوبر. حيث أصبح الاصالة والمعاصرة أساسا في المناطق التي كانت تفوز فيها سابقا الأحزاب التي كانت تنعت بالإدارية. وهي مناطق عادة ما يسهل فيها إخضاع الترشيح والتصويت لتأثير الإدارة،  الشيء الذي أعطى صورة حزب الجرار اقرب للجناح القادم للبام من اليمين والأحزاب الإدارية وليس للقيادات القادمة من اليسار.
لذلك يمكن فهم مشروعية السؤال حول نهاية دور البامييين من جذور يسارية...
هناك دور لازال موكولا لهم وهم الأكثر قدرة على القيام به: التنظير للمشروع المجتمعي وتأطير القرارات الحزبية بمنظومة فكرية حداثية ونشر الآراء والحوار مع وسائل الإعلام والندوات....
كان طموح الاصالة والمعاصرة هو خلق جبهة ضد الإسلاميين يكون محورها البام وتلتف حوله طاقات مجتمعية وإطارات سياسية ومدنية وشبابية ونسائية ونقابية لهزم أفكار العدالة والتنمية داخل المجتمع وهزمه داخل المؤسسات من خلال مقاعد يفوز بها مرشحون واعيان يجلبهم الحزب من كل مكان للتفوق عدديا على البيجيدي داخل المؤسسات المنتخبة....غير أن الانتخابات الجماعية لشتنبر 2015 أعطت صورة أخرى عن البام،  بقي دوره في التفوق العددي على الإسلاميين، وهذه مهمة لا يعرف لها طريقا إلى حد الساعة اليساريون لا داخل البام ولا حتى خارجه...