الخميس 18 إبريل 2024
سياسة

عبد الاله ابعيصيص: إسقاط الحكومة أو تعديلها تحت ضغط المقاطعة أمر غير وارد لهذه الأسباب

عبد الاله ابعيصيص: إسقاط الحكومة أو تعديلها تحت ضغط المقاطعة أمر غير وارد لهذه الأسباب عبد الاله ابعيصيص، و سعد الدين العثماني
من يستطيع خلخلة النظام؟ من له القدرة على تشغيله وفق نقط خارج جدول أعماله القار؟ما طبيعة الحدث أو الأحداث التي يمكنها أن تجعل الحاكمين يدخلون تعديلا ما على مسار الأمور؟ نعلم جيدا أن لا شيء متروك للصدفة في المملكة الشريفة.
في تقديري أن أي حديث عن "إسقاط الحكومة" هو مجرد جس للنبض لا اقل ولا أكثر؟ لسنا دولة راشدة دمقراطيا، حتى يكون لصوت الشارع صدى بحجم إسقاط الحكومة.فعلا لقد كانت المقاطعة الشعبية تمرينا حقيقية رج أركانا كانت إلى وقت قريب خارج دائرة "الثأثر".
سيناريو إعداد البام لقيادة المرحلة عصف به مرتين:الأولى، كانت بمناسبة حركة عشرين فبراير المجيدة، والثانية كانت مع الحراك الشعبي المبارك (والمغبون في نفس الوقت) في الريف الشامخ،وسيناريو إعداد الأحرار بزعامة أخنوش سقط مع الحركات التسخينية فقط.
المقاطعة كذلك أسقطت ورقة التوت عن عورة العدالة والتنمية و باقي الاحزاب المشكلة للحكومة وفضحت التناقضات(الداخلية والخارجية في نفس الآن)
يمكن الحديث عن رغبة المتضررين من هذه المقاطعة في تحوير النقاش بأي ثمن، تارة باختلاق قضايا جانبية ظاهرها غاية في الأهمية بالنسبة لعموم المواطنات والمواطنين وباطنها أهم بالنسبة للشركات المعنية بالمقاطعة.(أستاذ خريبكة.نصاب تواركة.غزل.هشام مراكش.واخيرا الاعتداء الهمجي على فتاة داخل السيارة بحجة تطبيق الشرع...) كل ذلك في تقديري محاولة الحركات التسخينية فقط.
المقاطعة كذلك أسقطت ورقة التوت عن عورة العدالة والتنمية و باقي الأحزاب المشكلة للحكومة وحتى إمكانية تعديل حكومي تبدو لي صعبة حتى لو اخذنا بعين الاعتبار التموقع الجديد لحزب الاستقلال الذي كان دائما رهن إشارة الدولة للعب دور عجلة الاحتياط. إن عقيدة نظامنا السياسية تعتبر أن إسقاط الحكومة أو تعديلها تحت ضغط المقاطعة باب إذا فتح سيعطي إشارة قوية للشارع للضغط والخروج لرفض كل السياسات اللاشعبية واللادمقراطية التي تنهجها الحكومات المتعاقبة.
قد يكون التجاوب أو رد الفعل بصيغ أخرى غير الاسقاط أو التعديل حفاظا على وهم الاستقرار وخرافة الاستثناء.لان في البلدان الديمقراطية كلما خرج الشارع للاحتجاج أو تم تسليط الضوء على تورط الحاكمين في قضية ما تمس ذممهم المالية أو الاخلاقية أو السياسية،إلا وكان رد الفعل مناسبا ومتناسبا مع حجم الضغط الذي يمارسه.وما جارتنا اسبانيا عنا ببعيدة.
                            عبد الاله ابعيصيص ، باحث وعضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد