إن كانت المتاجرة بالدين سببا في ضمان كتلة انتخابية مستقرة نسبيا لفائدة العدالة والتنمية، فإن الرهان على الاستفراد بالحقل الديني للتغلغل أكثر في المجتمع؛ بدا واضحا منذ الإعلان عن النتائج الانتخابية، حيث سخر البيجيدي كتائبه في الفضاء الأزرق لتأليب الرأي العام في أفق تهيئته لتقبل احتكار حقيبة الشؤون الإسلامية من طرف قياديي حزب المصباح.

وهكذا رأينا الكتائب موزعة بين اقتراح إسناد هذه الوزارة للقيادي سعد الدين العثماني أو منحها لعراب البيجيدي بالشرق مصطفى بنحمزة.
والمثير أن هذه الدعوة هي أصلا سابقة لموعدها لسببين: الأول مرتبط بأولويات التحالف لترتيب الهندسة الحكومية ومعرفة مآلاته وهل سيخفق بنكيران في تشكيل التحالف مع أحزاب حليفة أم لا. أما السبب الثاني فيتجلى في جهل للمتن الدستوري الذي سيج الحقل الديني بمؤسسة تتجاوز الأحزاب ألا وهي مؤسسة إمارة المؤمنين.
إن التهيبج الذي بدأت تقوم به كتائب البيجيدي في الفايسبوك ليس له من تفسير إلا اعتقادهم أن الحقل الديني هو النخاع الشوكي لاستراتيجية الزحف على المجتمع والدولة للمزيد من إحكام القبضة على المغرب والمغاربة.
فرغم أن حزب بنكيران لم يحصل إلا على 3 أو 4 في المائة من أصوات الكتلة الناخبة؛ فإن حرص الحزب على استغلال الحقل الديني يفيده في كتم أنفاس المغاربة بالآليات الانتخابية.وهنا المفارقة