في إطار فتح النقاش لتحليل نتائج الإنتخابات واستخلاص الدروس وخاصة على مستوى فيدرالية اليسار الديمقراطي التي خاضت التجربة الثانية في ظل الدستور الجديد 2011بعدما كانت قد قاطعت التجربة الأولى اتصلت "أنفاس بريس" بالسعيدي كمال،عضو المكتب السياسي للحزب الإشتراكي الموحد الذي وافانا بورقة؛ اعتبر فيها بأن الفيدرالية دخلت المعركة الإنتخابية دون مركب نقص ولكن دون أوهام كذلك وهكذا نقرأ في الورقة.
خضنا كفيدرالية اليسار هذه المعركة الإنتخابية بدون مركب نقص و لكن بدون أوهام كذلك، لأننا كنّا على وعي كامل بالتحديات و الصعوبات التي ستواجهنا و لذلك لم نرفع سقف توقعاتنا إلى أبعد مما تسمح به إمكانياتنا و سطرنا أهدافا واقعية و قابلة للتحقيق و عيننا على المستقبل..
قدّمنا عرضا سياسيا جديا و متكاملا يشكل بديلا حقيقيا عن خيارات اليمين بشقيه الديني و المخزني و خضنا حملة انتخابية قوية، نظيفة و شريفة للتعريف بمشروعنا و الدعاية لمرشحينا، الدين خاضوا غمار هذه المنافسة و أغلبهم مناضلون بإمكانيات ذاتية و بسيطة..
لم نستطع تحقيق كل الأهداف التي سطرناها و لم ننجح في إقناع كل الدين راهننا عليهم من ناخبينا المفترضين خصوصا في صفوف المقاطعين بأهمية هذه الإنتخابات من الناحية السياسية و بالإنخراط معنا في معركة التغيير هذه و التوجه إلى صناديق الإقتراع من أجل ترجمة و تحويل تعاطفهم مع المشروع السياسي الدي نجسّده ، إلى أصوات انتخابية و لا شك أننا سنحاول عند تقييم مشاركتنا الوقوف على أسباب ذلك و مكامن الخلل في تجربتنا و في خططنا و تكتيكاتنا و آليات التواصل لدينا، للإستفادة من أخطائنا و تحقيق نتائج أفضل في المستقبل..
بغض النظر عن محدودية نتائج الفيدرالية من حيث عدد المقاعد قياسا إلى توقعاتنا رغم واقعيتها، أمام هذه الموجة من المحافظة المجتمعية السياسية و الثقافية و هيمنة قوى اليمين الديني و الإداري على أغلب مقاعد البرلمان ، هناك نقط ضوء تجعل مشاركة فيدرالية اليسار تبقى مشاركة إيجابية و نوعية أولا من خلال حملة انتخابية نموذجية و نزيهة باعتراف الجميع بما فيه خصومنا .. ثانيا من خلال الاحتضان و الدعم القوي للخط السياسي الدي جسدته الفيدرالية من طرف نخبة من مثقفي و فناني المغرب و فئات واسعة من الشباب المتعلم على وجه الخصوص .. ثالثا النجاح من خلال المرافعة عن خط ثالث بديل في كشف زيف التنائية القطبية التي سعى النظام إلى الترويج لها و فرضها كواقع لامناص منه .. و أخيرا على المستوى الرمزي النجاح في انتزاع مقعدين في دوائر صعبة بكل من العاصمة الإدارية و الإقتصادية و تمكين الفيدرالية من تمثيلية لا شك ستشكل معارضة نوعية و قوة اقتراحية و قيمة مضافة للعمل البرلماني..
إن من شأن التقييم الموضوعي لمشاركة فيدرالية اليسار الديمقراطي و رسملة التعاطف النوعي مع مشروعها السياسي و الفكري و الإنفتاح على فئات شعبية جديدة مع مراجعة بعض التفاصيل في الخطاب و تجويد آليات التواصل و القرب و اسثتمار الدينامية الإيجابية التي خلقتها مشاركتنا في هذه المعركة الصعبة و الإستمرار في دمج النضال الاجتماعي و الجماهيري بالنضال المؤسساتي ، أن تسمح للفيدرالية مستقبلا بتوسيع قواعدها و انتشار أكبر لأفكارها و لمشروعها في صفوف الجماهير..
التغيير الديمقراطي هو دائما مسألة صعبة و طريقا شاقا و طويلا و من يعقد العزم على السير في هذا الدرب إلى آخره لا بد أن يتسلح بالثقة في النفس و القدرة على المقاومة و الصمود و أن يبعث برسائل الأمل رغم كل الصعاب .. هذه مهمتنا و رسالتنا التي لن نفرط فيها إلى أن يتحقق النصر و الكرامة لشعبنا.