Monday 26 May 2025
سياسة

نجيب كومينة: أتعجب لماذا لم يوبخ المغرب دويلة قطر التي سخرت مواردها وقنواتها ضدنا !

نجيب كومينة: أتعجب لماذا لم يوبخ المغرب دويلة قطر التي سخرت مواردها وقنواتها ضدنا !

ليس هناك خوف من الزحف على روما، أعني الرباط، فالدولة قوية بما فيه الكفاية لوضع حد لآي حماقة ، ولكن نتائج انتخابات 4 شتنبر 2015 و 7 أكتوبر 2016 تظهر عياء واضحا لجزء كبير من سكان المدن ومن الفئات الوسطى على الخصوص من وضعية التمزق والاكتئاب الذي يترتب عليها. هذا التمزق ناتج عن الانتقالات المتعددة التي نعيشها سكانيا ومجاليا وقيميا والتي تنتج الفوارق وتعمقها وتجعل الآحساس بالضيم والخوف من المستقبل يشل الفكر ويدفع إلى البحث عن مغارات للانكفاء والاحتماء.
العياء يدفع إلى السلوك اللاعقلاني في مواجهة محتلف الوضعيات وصولا إلى العنف أو السلوك الانتحاري في بعض الحالات. الفاشية والنازية انتصرتا بشكل ساحق في ظل حالات عياء ترتبت عن أزمات وتحولات متعبة. واليمين المتطرف ينمو في ظل التحولات الحالية. والإخوان المسلمون حاءوا بعد سقوط الخلافة العثمانية ودخول مستعمراتها في حالة تيه في ظل استقواء الأمبريالية الأوروبية التي خلخلت الراكد.
هذا العياء هو الذي يفسر سلوك جمهور عريض توجه للإسلاميين انصماما وتصويتا، وهوسلوك شبيه بذلك السلوك اليائس واللاعقلاني الذي حدر منه الاقتصادي كينز في ميدان الاقتصاد في الثلاثينات والذي يترتب عليه تخريب ذاتي فردي وجماعي له تبعات.
الخوف ليس من نتيجة محطة انتخابية ولكن من تعمق الشعور بالعياء وتوسعه ومن ترك الإسلاميين يعمقونه من أجل استغلاله. فمنظروهم يحثونهم على خلق الأزمات وحالات اليأس من أجل استغلالها. بكاء بنكيران كان جزء من استراتيجية تواصلية ولم يكن تلقائيا، إذ كانت دموعه تبغي خلق الإحساس بالكرب والقنوط من أجل استغلالهما، وإن كانت السهولة التي تنهمر بها دالة على معاناة الرجل من اكتئاب حاد يستدعي العلاج بالدواء والمتابعة النفسية، لجر الإعلام القطري، سواء الجزيرة أو العربي الجديد أوغيرهما، يشتغل فيما يبدو لتوليد إحساس لدى المغاربة يجعلهم لقمة سائغة في فم الإسلاميين، وذلك بعدما قام بشحن إيديولوجي لمدة طويلة، وليس مستبعدا أن قطر التي راهنت فيما سبق على اشعال الحرائق في المغرب تستمر في البحث عن الفتيل.
أتعجب كيف لم توبخ الدولة المغربية هذه الدويلة علنا وتنبهها إلى خطورة التدخل في الشأن المغربي بإعلامها واحتمالا مالها. وذلك أضعف الإيمان.