كنا قد أكدنا في " أنفاس بريس " على المذكرة التي حررها شخصيا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بلغة صارمة وواضحة، وبعث بها للأئمة والخطباء بمجموع المساجد عبر ربوع المملكة، ونبه من خلالها عدم تحويل الخطباء والأئمة إلى أبواق للدعاية الانتخابية لأي جهة كانت، لكن هناك خطباء وأئمة مساجد ومؤذنين ركبوا رؤوسهم وانخرطوا في حملات دعائية لفائدة بعض وكلاء لوائح حزب العدالة والتنمية كما هو الشأن بإقليم اليوسفية.
وفي هذا السياق علمت" أنفاس بريس " من مصادر عليمة أنه تم ضبط إمام مسجد بدوار " زاوية حرمة الله " التابع لنفوذ قيادة الكنتور بإقليم اليوسفية يوم الجمعة 30 شتنبر 2016 وهو يشارك في توزيع المناشير الدعائية لحملة مهرية ميلود وكيل لائحة المصباح، بعد أن تحدى مذكرة وزير الأوقاف وقام بدعوة المصلين للتصويت لفائدة ذات اللائحة، بل أنه حسب تقارير السلطات المحلية بالكنتور، ومجموعة من الصور والأشرطة قام بالدعاية الانتخابية بالعديد من الدواوير رفقة المدير الأسبق للاستغلالات المنجمية وكيل لائحة المصباح، ما جعل شكايات المواطنين تتقاطر على الجهات المسئولة، فضلا عن معاينة أعوان السلطة لتحدي الإمام، الذي ووجه بجلسة مساءلة واستماع من طرف القطاع المعني بشؤوننا الدينية، ومواجهته بحجج ملفه الثقيل بخصوص الدعاية الانتخابية لفائدة مشرح العدالة والتنمية، مما تسبب في توقيفه وعزله بمعية المؤذن من المهمة المنوطة بهما من طرف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.
هذا ومن المعلوم أن وزارة الأوقاف كانت قد نبهت كل الأئمة والخطباء بالتقيد بخطبة صلاة الجمعة، وعدم الخوض في أمور الدعاية، وحرمت استغلال منابر المساجد في الدعاية الانتخابية، رغبة منها في تحصين قداسة المساجد ومنابرها الدينية، وضمان تنافس شريف بين كل الأحزاب المغربية .
وحسب مصادر " أنفاس بريس " فهذا الخرق المتعمد والفادح في نفس الوقت يؤكد استغلال المساجد من طرف حزب العدالة والتنمية بربوع الوطن، في حملة انتخابية ينتظر منها الشعب المغربي أن تفرز برلمانيين وحكومة تقدر صعوبة الأزمة الحرجة التي يمر منها الوطن، وممثلين للشعب يفصلون بين الديني والسياسي ويدافعون عن مطالبه العادلة وصون مكتسباته وحقوقه المنصوص عليها دستوريا.
سياسة