السبت 18 مايو 2024
سياسة

رسالة أمي سليمة : لنسقي وردة اليوسفي برحيق عشق الوطن

 
 
رسالة أمي سليمة : لنسقي وردة اليوسفي برحيق عشق الوطن

سأصوت رفقة والدتي سليمة لأهدي لوالدي رحيق وردة عشق الوطن، حتى يخلد للراحة في قبره بعد أن وافته المنية بسبب مرض مهني حمله معه لسنوات بسبب عمله بمناجم الفوسفاط، من أجل أن نعيش نحن ونحيى ونتعلم وندرس ونكبر.
سأصوت من أجل ذاكرة والدتي سليمة التي تعرف معنى الوطن، ومعنى العمل، ومعنى القمع والتسلط الإداري الذي عاشه والدي بمناجم الفوسفاط، سأصوت من أجلهم جميعا عمال المناجم الذين رفعوا منسوب العشق المخضب بعرقهم وأرواحهم داخل أنفاق المناجم ليسعد الوطن.
سنصوت نحن جميعا يوم 7 أكتوبر 2016 لنغرس حقول الوطن بالورود ونبعث برسائل المجد والخلود لشهداء الوطن، الذين سرقتهم أيادي المخزن، والتطرف، والإرهاب من بيننا وهم يرفعون صوت الحق والكرامة والعدالة الاجتماعية.
سنصوت جميعا من أجل أن نحقق حلم أمي سليمة ونساء الوطن، اللواتي يراهن على وردة السي عبد الرحمان اليوسفي ورسالة قوى اليسار، لينعم الطفل بجرعة حليب، والتلميذ بمقعد يتسع لحلمه وملكاته بالمدرسة العمومية، وشاب يحلم بفضاءات الجامعة ومرافق التربية والثقافة، وموجز بتعليم عالي يليق بتطلعاته المعرفية والدراسية، ومعطل بمنصب شغل، وفلاح ينتظر سقوط المطر لتزهر بساتينه وحقوله الزراعية....ونضمن لمريض وحامل سريرا بمستشفى ومصحة عمومية.
سنصوت بقناعة راسخة لأننا ننتمي لمدرسة النضال، مدرسة المهدي وعمر وعبد الرحيم، مدرسة ربطت النظرية بالممارسة، سنصوت لرمز وردة الاتحاد الاشتراكي باليوسفية، رغم الأشواك المحيط بها، سنسقي الورود بمياه عشق تربة الوطن من أجل مستقبل أبنائنا وإخوتنا وأخواتنا، وجيراننا وأهلنا، من أجل أن نقطع الطريق عمن يريد مصادرة حقوقنا وآمالنا، بالكذب والنفاق والبهتان والتدليس، لنقطع الطريق عمن يريد أن يحول مساجدنا لمنابر التطرف والإرهاب، وأزقتنا لمراكز تفتيش القلوب المؤمنة بالله ورسوله، لنحد من جبروت وتسلط آلة القمع التي عشناها خمس سنوات مع حكومة بن كيران التي زعزعت قيمنا وأمننا واجهزت عن مكاسبنا وحقوقنا.
سنصوت على الأمل والحلم بوطن يتسع للجميع، وطن يصون الحقوق والحريات والكرامة الإنسانية، حتى لا يتكرر مسلسل الطرد من العمل وتشريد العمال والموظفين والأطر، وقطع أرزاقهم ، سنصوت لفائدة وردة السي عبد الرحمان اليوسفي الذي نحترمه ونحترم تاريخه .
ها أنا أمي سليمة حملت رسالتك للأخ والأخت للأبناء والحفدة، للأهل والأحباب، وأيضا للرفاق والرفيقات، والجار والجارة، للصديق والصديقة، لأننا تقاسمنا ملح تربة هذه الأرض الطيبة، ورضعنا من ثديك حليب الطهارة والصفاء والصبر والمكابدة، دون أن نركع أو نخنع .
فلترقد روح أبي وأرواح عمال مناجم الفوسفاط في أمن وأمان.