السبت 18 مايو 2024
سياسة

عبد السلام الرجواني : كُف عن البكاء يا بنكيران .. فلم يبك بوعبيد وهو سجين و لا عمر ولا الفرقاني

 
 
عبد السلام الرجواني : كُف عن البكاء يا  بنكيران .. فلم يبك بوعبيد وهو سجين و لا عمر ولا الفرقاني

بعث الأستاذ عبد السلام الرجواني برسالة مفتوحة لرئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية طرح فيها سؤالا على عبد الإله بن كيران قائلا " لماذا البكاء وذرف الدموع في كل تجمع ترأسته ؟ هل ندما على ما اقترفت يداك في حق المغاربة وفي حق هذا البلد الامين، تدمير للقطاعات الاجتماعية من تعليم وصحة وسكن اجتماعي؟ إن كنت نادما بالفعل، قدم نقدا ذاتيا للمغاربة لعلهم يسامحوك غدا يوم القيامة " وأضاف في رسالته الصادقة موضحا سلوك المناضلين وصبرهم أمام الأعاصير" لم يبك عبد الرحيم بوعبيد وهو سجين ميسور، ولم يبك عمر وهو مدرج في دمائه، وما بكي عريس الشهداء أمام قاتليه ولا الفرقاني بين جلاديه ".

يؤسفني ان أبعث إليكم برسالتي هاته، لا لأن أتقدم لكم بطلب وظيفة أو عمل لأني أعلم ان حكومتكم انتهت من توزيع ما تيسر من مناصب سامية وغير سامية على الأهل والمريدين؛ ولا لأحثكم على الكف عن التمادي في سياستكم اللاشعبية لأني علمت أنكم تبرأتم مما فعلت حكومتكم بالمغاربة طيلة خمس سنوات ونسبتم ذلك لصاحب الجلالة في حين تنسبون "المكتسبات "لسياستكم الرشيدة... ولا لأنبهكم لخطابكم الشعبوي التضليلي الذي ينطوي على تهديدنا بالقيامة والفوضى غير الخلاقة إن لم يفز حزبكم في استحقاقات 7 اكتوبر.

أبعث لكم هذه الرسالة لأسالكم سؤالا بسيطا يراود كثيرا من المغاربة، لماذا البكاء وذرف الدموع في كل تجمع ترأسته؟ هل ندما على ما اقترفت يداك في حق المغاربة وفي حق هذا البلد الامين، تدمير للقطاعات الاجتماعية من تعليم وصحة وسكن اجتماعي؟ إن كنت نادما بالفعل، قدم نقدا ذاتيا للمغاربة لعلهم يسامحوك غدا يوم القيامة.
هل خوفا على فقدان كرسي ما حلمت به يوما، ولما استويت عليه جلب لك ولحوارييك رغد العيش مقابل فتات لا يغني ولا يسمن على المعوزين والمعوزات؟ إن كان هذا سبب بكاؤك لا يسعنا إلا أن نتفهم بكاءك ونعجب لمن لم يشاركك الندبة من وزرائك ووزيراتك الذين يهوون العشق وركوب الكاتكات وأكل الكافيار وكل نعم الدنيا التي أنستهم (ن) جنان الآخرة.
أم أن بكاءك هو بسبب تماهيك مع التماسيح التي طالما إتهمتها بمحاربتك في تحقيق أحلامك التي لا حدود لها؟ وهي أحلام تتجاوز الحكم إلى التحكم في الحياة الشخصية للمغاربة بعد التمكن من السيطرة على الدولة والهيمنة على المجتمع.

في الحقيقة بكاؤك محير، ما رأيت زعيما سياسيا عبر العالم تسعفه دموعه مثلما تسعفك دموعك، كلما استدعيتها تفجرت من مقلتيك الكحليتين ، لم يبك عبد الرحيم بوعبيد وهو سجين ميسور، ولم يبك عمر وهو مدرج في دمائه، وما بكي عريس الشهداء أمام قاتليه ولا الفرقاني بين جلاديه.

السيد رئيس الحكومة، ما دمت واثقا من نصرك، مطمئنا لإنجاز حكومتك، عليك ان تستمر في قهقهاتك الساخرة وفي استئسادك على المغاربة... بكاؤك يدمي قلوبنا المكلومة اصلا ويزرع في نفوسنا الخوف على الصحة النفسية لرئيس حكومتنا.

السيد رئيس الحكومة، مهما اختلفنا معك في المرجعية والاختيارات والسياسات فإننا لا نرضى لرئيس حكومتنا أن يحترف البكاء وأن يبكي أمام العالم دون غيره من رؤساء الحكومات، أوضاع بلادنا والحمد لله افضل بكثير مما عليه اوضاع اقطار عربية تعيش الدمار وتتنفس شعوبها رائحة الدم والموت كل ساعة وحين، ومع ذلك ما شاهدنا ابدا رؤساء حكوماتها يبكون.

بالله عليك رئيس حكومتنا كف عن البكاء. بكاؤك لا يشفي وإن كان يجدي في دغدغة قلوب المؤلفات قلوبهم، نحن لا نرضى لك البكاء، خذ الكراسي، خذ المناصب ، لكن اترك لنا حريتنا وكرامة الوطن، وقليلا من الفرح.