ثمة خطر قادم يتمثل في تحقيق أجندة السياسة القطرية ذات التوجه الإخواني والوهابي داخل المغرب،وعبر تمويلات أكثر من سخية مقدمة لجمعيات المجتمع المدني..!!
واقتصار الدعم المالي القطري السنوي على جمعيات تنتمي غاليبتها لحزب العدالة والتنمية،يحمل الكثير من التساؤلات المريبة جدا..!!
1 - أجندة التوجه الإخواني في المغرب:
حين نقوم بجرد لجمعيات المجتمع المدني بالمغرب تلك التي تستفيد من التمويل القطري السخي،نجد أن غالبيتها تنتمي إلى حزب العدالة والتنمية.أو يدير شؤونها أشخاص كانوا من ركائز هذا الحزب،أو يتعاطفون مع توجهاته..!!
- هل هي مصادفة فقط..!؟
- أم أن الأمر له علاقة بارتباطات تدخل في إطار خدمة أجندة التوجه الإخواني في المغرب..!!؟؟
2 - تساؤلات مريبة حول الدعم القطري:
إن تزايد معدلات وأرقام الضخ المالي القطري الذي يذهب إلى جمعيات ذات توجه إخواني صرف،وتشتغل في مجال العمل الخيري التطوعي،يطرح الكثير من التساؤلات حول أهداف هذا التمويل،وحول الأجندة التي يخدمها،وحول طرق صرفه والمشاريع التي يتغياها..!!؟؟
وسيكون من البلاهة الاعتقاد بأن الدعم المالي القطري المقدم لجمعيات تشتغل في المجال الديني،وهو دعم بأرقام فلكية، الهدف منه ( إنساني محض ) ولا علاقة له بخدمة ( أجندة التوجه الإخواني )..!!
3 - أموال قطر ورقة انتخابية رابحة:
صحيح أن الجمعيات التابعة لحزب العدالة والتنمية والتي تحظى بدعم مالي خليجي / قطري تعمل في مجال تقديم خدمات لفائدة اليتامى والأرامل،وإغاثة المنكوبين وضحايا الفيضانات،وتيسير ولوج الخدمات الصحية،وتنظيم قوافل خيرية لفائدة ساكنة البوادي.
لكن الأصح أن هذا ( العمل الخيري ) الممول من طرف دولة متهمة بالدعم المالي للتنظيمات الإرهابية ( قطر ) يشكل الورقة الانتخابية الرابحة لحزب العدالة والتنمية في مجمل الاستحقاقات الانتخابية ( الجماعية - التشريعية ).حيث يتم استغلال قفة رمضان وأضحية العيد ومستلزمات الدخول المدرسي لدفع الناس إلى التصويت على حزب العدالة والتنمية..!!
4 - قطر ترسم الفعل السياسي المغربي:
من هنا يصح القول إن أموال قطر تلعب دورا في رسم خارطة الفعل السياسي في المغرب..!!!
كما أن ملايير قطر تعكس القوة المالية التي يتوفر عليها حزب العدالة والتنمية،عبر كل أذرعه الممثلة في جمعيات المجتمع المدني الموالية له أو المتعاطفة معه..!!
الضخ المالي القطري في المغرب ما زال خارج الرادار.وما زال محل تساؤلات مريبة لا تنتهي إلا لتبدأ..!!
تحت غطاء ( العمل الإحساني ) تنفق مؤسسات وهيئات تابعة لقطر مبالغ خيالية في المغرب لتكريس وجودها وثقلها وخدمة أجندتها السياسية الأخطبوطية..!!
وأي دعم مالي تتلقاه جمعية مغربية من قطر تكمن وراءه في العمق خدمة أهداف سياسية،وتبدو أمامه في الظاهر خدمة فقراء ومحتاجين.ولا توجد دولة تقدم أموالا بهذا السخاء دون أن تكون لها أهداف بعيدة المرام..!!
5 - أهداف مسطرة وأجندة معروفة:
وهنا نتساءل باستغراب واندهاش كاملين:
- لماذا تبخل قطر بملايينها وملياراتها على جمعيات مغربية تنشط في المجال الحقوقي،أو في الميدان الثقافي الحداثي، أو في الحقل السياسي اليساري..؟؟!!
- لماذا تسخو قطر - حد الدهشة !! - حين يتعلق الأمر بدعم وتمويل جمعيات تشتغل في المجال الدعوي / الديني وذات أجندة إخوانية محضة..!!؟؟
إن أي جرد لجمعيات المجتمع المدني المغربي التي تتلقى دعما وتمويلا من هيئات ومؤسسات قطرية ( من قبيل: جمعية قطر الخيرية - الهلال الأحمر القطري - الهيئة القطرية للأعمال الخيرية...إلخ ) يضعنا أمام حقيقة واضحة هي انتماء غالبية قيادات هذه الجمعيات إلى حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح ( !!! ).
- هل هي مجرد مصادفة مرة أخرى..!!؟؟
- أم أن لا مصادفات يمكن توقعها إزاء تمويل قطري سخي له أهداف مرسومة وأجندة معروفة..!!؟؟
6 - رادار الدولة لا يلتقط ذبذبات الاختراق:
المساحة البيضاء التي يقف فيها الدعم المالي الخارجي للعمل الجمعوي الداخلي،تضع الدولة المغربية إزاء مسؤوليتها الكبرى في ضبط ومراقبة الأموال الضخمة العابرة للحدود.
وحين نقرأ المعطيات المذهلة لهذا التمويل الآتي من هذه الإمارة الخليجية،وفي ظل التستر الذي يطبع مصادر هذه التمويلات، نكتشف أن رادار الدولة لا يلتقط ذبذبات خطر الاختراق القطري القادم والذي تلوح بوادره في الأفق..!!!