السبت 18 مايو 2024
سياسة

العسري: "البام" و"البيجيدي" وجهان لعملة واحدة، وهذا ما أعلناه

 
 
العسري: "البام" و"البيجيدي" وجهان لعملة واحدة، وهذا ما أعلناه

كشف جمال العسري، العضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد بطنجة، أن فيدرالية اليسار تختار من الآن صف المعارضة في مجلس النواب المقبل، مع طموح بتشكيل فريق برلماني، معتبرا في لقاء مع "أنفاس بريس"، أن المغرب ضيع حراك 20 فبراير بما كان فرصة تاريخية للتغيير الحقيقي.

+ كيف تخوضون انتخابات 7 أكتوبر من داخل فيدرالية اليسار بطنجة؟

- ندخل انتخابات 7 اكتوبر المقبل داخل فيدرالية اليسار محليا ووطنيا بأمل كبير يحذونا، ونتفهم طموح الشعب المغربي في التغيير الحقيقي بعد أن مل من الشعارات الفارغة طوال كل هذه العقود بتسيير من حكومة "الكراكيز"، بعد أن كانت كل الانتخابات السابقة متحكم فيها سواء عبر التزوير المباشر أو ما يسمى الحياد السلبي للحكومة في تدبير كل الاستحقاقات السابقة.. عندنا أمل كبير في أن نكون الصوت الحقيقي للشعب للمغربي، وخصوصا الطبقة المتوسطة التي عرفت يقظة سياسية ونموا للوعي السياسي، وظهر جليا ان هذه الطبقة المتوسطة تريد تقرير مصيرها السياسي والديمقراطي والاقتصادي.. وهذا ليس وليد اللحظة، لأن جزءا كبيرا من الشباب الذي انتفض في 20 فبراير منذ خمس سنوات هم الآن في سن التصويت، وهو سن الوعي وسن اتخاذ القرار السياسي السليم.. شعارنا داخل فيدرالية اليسار هو طموحنا لمغرب آخر مغرب ديمقراطي، ممكن، وهو ما يمكن أن نصل إليه ونحن متفائلون، بأصوات نظيفة وشريفة بعيدة عن المال وعن كل ترغيب أو ترهيب.. فمن سيصوت علينا سيصوت عن قناعة واقتناع وعن اختيار.. نريد من هذه الانتخابات أن يكون التصويت فيها سياسيا، بعد أن كان في الماضي قبليا أو عائليا أو لمصلحة مادية أو خوفا من جهة اخرى..

+ يتصدر المشهد الانتخابي في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي "صراع" حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، أين تتموقع فيدرالية اليسار في هذا "الصراع"؟

- فعلا هناك من يريد تصوير المشهد بأن هناك فقط حزبي "البام" و "البيجيدي"، ونوجه عناية الرأي العام أن هناك خط ثالث حقيقي تمثله فيدرالية اليسار الديمقراطي، مادام أن هذين الحزبين وجهان لعملة واحدة تمثل وجه المخزن، فمن هرب من "العافية يطيح في النار" يعني "كيف كيف"..

+ تخوضون هذه الانتخابات بعد مقاطعة الاستحقاق السابق في أوج عطاء حركة 20 فبراير، هل ما زلتم تراهنون على هذا الشباب الموزع بين ولاءات سياسية أخرى؟

- المشاركة الانتخابية هي الأصل، والمقاطعة هي استثناء، وهو نفس الوصف الذي يمكن إطلاقه على فترة 2011، وليست المرة الأولى التي ندخل غمار هذه الانتخابات بشكل تنسيقي مع باقي الرفاق في فيدرالية اليسار.. فقبلها خضنا تجربة 2009 الانتخابية بهذا الشكل التنظيمي، ومازال الأمل يحذونا في تغيير حقيقي في ظل كل المتغيرات من 2009 إلى الآن، تغيير عبر المؤسسات وتغيير عبر الشارع، وكلاهما خطان متوازيان.. وعليه نعتبر المشاركة الانتخابية فعلا نضاليا، لا يعني انعزالنا عن فعل الشارع..

+ هذا الشارع الذي تراهنون عليه كان في أوج عطائه وعنفوانه سنة 2011، لماذا لم يكن هناك استثمار في الاتجاهين معا، تغيير من داخل المؤسسات بضغط من الشارع؟

- فعلا نعتبر حراك 20 فبراير كان فرصة من الفرص التاريخية، ولسنا الوحيدين الذين ضيعوا هذه الفرصة، بل أعتبر المغرب كله ضيعها، ومع ذلك وقعت تغييرات كبرى، أبرزها تغيير الدستور، ولا ننسى أنه قبل الحراك كان حديث عن موت الأحزاب السياسية وموت العمل السياسي، وجل الأحزاب من البام إلى البيجيدي إلى الاتحاد الاشتراكي كانوا يعتبرون الدستور السابق دستورا صالحا.. وقع تغيير، لكن ليس التغيير الذي كنا نطمح إليه..

+ من داخل فيدرالية اليسار، هناك تنظيمات حزبية يسارية، تخوض الاستحقاق الانتخابي بشكل منفرد تتشتت معها الأصوات على القبائل اليسارية، مما يضيع معها الصوت اليساري القوي، وتطفو على السطح قوة حزب العدالة والتنمية..

- أولا، لا نعتبر رفاقنا في حزبي الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية من خصومنا السياسيين.. وللأسف الشديد لا نعتبر الحزبين المذكورين من العائلة اليسارية، بحكم عدد من المواقف والمحطات.. وطلبنا منهما تقديم نقد ذاتي لتجربتهما ومسارهما. فلا يكفي أن تعلن شهادتك اليسارية لتدخل للصف اليساري.. اليسار فكرة ونضال بجانب الشعب والوقوف مع قضاياه المصيرية، وإلا فليعطونا دليلا واحدا على يساريتهم...

+ ما هي توقعاتكم الانتخابية من هذا الاستحقاق؟

- يخالجنا شعور بالتفاؤل والتشاؤم، مزيج من المشاعر، وسنكون سعداء إذا حصلنا على فريق برلماني، ومع ذلك مهما كانت تمثيليتنا وحجمنا من داخل البرلمان أو خارجه، فلنا بصمة خاصة في الحياة السياسية.. ولا تنسى أننا في وقت سابق، كان لنا صوت وحيد في مجلس النواب، هو صوت الرفيق أيت ايدير، وسجل اسمه من ذهب تحت قبة البرلمان، في الوقت الذي كان هناك جهل تام بأسماء العشرات من البرلمانيين اليوم، "ماكيعرفهم احد، لكن كلشي كيعرف أيت إيدر بمواقفه".. فمهما كان عددنا سنترك بصمتنا بشرف وأمانة.. ومن الساعة نعلن أننا سنكون في صف المعارضة، لأنه لا يمكن أن نتخندق لا مع "البام" ولا مع "البيجيدي".