الخميس 28 مارس 2024
سياسة

طارق جداد: منذ اعتماد نظام اللائحة وسطات تعيش "ترييف" النخبة التي تمثلها في البرلمان

طارق جداد: منذ اعتماد نظام اللائحة وسطات تعيش "ترييف" النخبة التي تمثلها في البرلمان

في إطار النقاش المفتوح مع فعاليات مختلفة حول المشهد السياسي بالمغرب في افق الانتخابات التشريعية المقبلة اتصلت "أنفاس بريس" بطارق جداد، فاعل وجمعوي وعضو المنظمة الديمقراطية للشغل بسطات، وركز في حديثه على مدينة سطات عاصمة الإقليم وما شهدته من تحول حيث وإلى وقت قريب كانت عاصمة جهة الشاوية ورديغة وأصبحت في ظل اعتماد نظام اللائحة تعيش ما وصفه بترييف النخبة بعدما بات جل ممثلي المدينة في البرلمان يستمدون قوتهم ونفوذهم من القبيلة والبادية، متسائلا عن ماذا أعطت هذه "النخبة" لهذا العالم القروي نفسه؟ وهذا ما جاء في تصريحه:

"انطلقت الحملة الانتخابية بعد انصرام أجل الترشيحات للتنافس على المقاعد الستة لدائرة سطات الانتخابية لتشريعيات 7 أكتوبر 2016، ومن الظاهر أنه لحد الآن جل الأنظار والمعارك الانتخابية متجهة نحو الإقليم أكثر منه نحو المدينة. فسطات منذ اعتماد نظام اللائحة وهي تعيش ما يمكن اصطلاحه "بترييف النخبة" في إطار مسلسل ترييف كل الجوانب المرتبطة بمنظومة المدينة، بحيث أضحى جل ممثلي سطات في قبة البرلمان هم من البادية ويستمدون قوتهم ونفوذهم من القبيلة أو العشيرة أو الدوار، وبالتالي زاغت اهتماماتهم عن سطات الحاضرة عاصمة الإقليم والجهة لوقت قريب وعاصمة الشاوية منذ أمد بعيد، ليقتصر اهتمامهم ظاهريا على الدوار والقبيلة لكن دون أن يحققوا لهذه المجالات التنمية المنشودة أو يساهموا في فك العزلة عنها التي ما زالت تئن من وطأتها، بل ولم يحافظوا حتى على مكتسبات ساكنة هذه البوادي.

وأعتقد أنه وسط هذا التيه القروي تاهت الحاضرة والعاصمة التي من المفروض أن تكون صمام أمان الإقليم ككل من أجل تموقع جيد له في ظل الجهوية المتقدمة الجديدة.. وهنا أطرح سؤالا عريضا له راهنيته الآن وقد سحبت من المدينة وظيفتها التاريخية التي لعبت فيها دور القاطرة بالنسبة للإقليم وأصبح الانشغال كما يدعون منصبا على تنمية عالمها القروي، فأين يتجلى الاهتمام بهذا العالم بالإقليم وقد تم تنقيل الإدارات الجهوية للفلاحة برمتها من سطات البورية إلى الجديدة السقوية كمديرية الإرشاد الفلاحي والمقر الرئيسي للغرفة الفلاحية؟ وأين هو هذا الاهتمام أيضا والمدارس الابتدائية في العالم القروي تغلق ويتم إلحاق الأطفال بمدارس تبعد عن دواويرهم بكيلومترات عديدة، دون التفكير بإيجاد حلول للنقل المدرسي؟ وما هو نصيب الفتاة القروية من الدراسة عندما تجد نفسها بدون داخلية تأويها ولا دار طالبة تحتضنها لاستكمال الدراسة الاعدادية؟ أين هي الحلول الحقيقية والواقعية لمشاكل جلب الماء وشق الطرق؟ وهل باستطاعة أحد برلمانيو الإقليم أن يقدموا عرضا وافيا لنسبة ما تم تحقيقه من البرنامج الحكومي بالإقليم الذي يمثلونه؟ أم أصبح هم بعضهم في الآونة الأخيرة هو التهافت على التقاط الصور مع المسؤولين ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولسان حالهم يقول "هذا جهدي عليكم".

لهذا أرى بأن كل هذا الفراغ والتخبط والتناقصات قد يكون المرد الرئيسي لها هو إقصاء سطات وتغييبها، والإجهاز على مؤهلاتها ومواردها التي قدر لها أن يقرر في شأنها منذ فترة طويلة مباشرة من العاصمة(،،،) وأضحت اليوم تفرض ويقرر في شأنها من القرى والقبائل المجاورة. وهو أمر مؤسف لحاضرة بتاريخ ومكانة مدينة سطات ونخبها وكفاءاتها المحلية عبر مختلف الحقب والعصور".