لا زال إمعان الخطيب والواعظ أحمد العمراني بطنجة، في تعميم تدوينات ذات حمولة سياسية واديولوجية تتنافى مع مهمته الدينية، يثير تساؤلات حول غياب أي موقف للجهة المسؤولة عن الخطابة والوعظ،لوضع حد لهذا التسيب المتناسل.
من آخر هذه التدوينات، ماقاله في حق عبد الوهاب رفيقي، لما ترشح في إطار حزب الاستقلال:"من الذين غيروا وبدلوا وباعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل". ومنها تعميمه لما كتبته "أخبار اليوم"، حول:" الداخلية تشتت القاعدة الانتخابية للبيجيدي..". وفي إطار المقارنة بين وضعية الأئمة عندنا ،وإمارة الشارقة، كتب: " وعندنا يتفنون في إهانة الأئمة ".
صورة تظهر آخر تدوينتين للخطيب العمراني بطنجة
هذا على المستوى الداخلي، أما على المستوى الخارجي، فقد عمم تدوينة ل"الإمام يوسف القرضاوي"، وهو جالس بين اسماعيل هنية وخالد مشعل.
كما كتب تدوينة حول"الإعلام الغربي يستهزىء ويسخر من غباوة وحماقات السيسي".
ولا يخفى اصطفاف هذه التدوينات في خندق الرهان الإيديولوجي والسياسي لحزب بنكيران. ومع ذلك هناك تجاهل رسمي لهذا الإضرار بسمو وظيفة مرجعية إمارة المؤمنين.
مسؤولية ما حصل ترجع بالدرجة الأولى إلى مندوبية الشؤون الاسلامية بطنجة، لتجاهلها المطلق للتدوينات المنفلتة للقيمين الدينيين، والحال أن هناك مندوبيات نجحت في الحد من ذلك ، بفضل التنسيق مع الادارة المركزية للاوقاف.
وهذا يبين أن لمندوبية طنجة قناعة مذهبية متماهية مع الوهابية والإخوان. وترجع هذه المسؤولية بالدرجة الثانية، إلى الإدارة المركزية للاوقاف، لعدم لجوءها إلى مسطرة البحث فيما يثيره الإعلام حول تجاوزات بعض القيمين الدينيين المنتسبين لحركة التوحيد والإصلاح، أو المتعاطفين مع حزب بنكيران.
وهذا يجرنا إلى الحديث عن تحكم الأصولية بشقيها الوهابي الإخواني في دواليب وزارة الاوقاف والمجلس العلمي الأعلى والمجالس المحلية والرابطة المحمدية للعلماء. وهذا التحكم يشتغل لحساب الحزب الحاكم.
أما ما نلاحظه في بعض الأحيان من صحوة للمسؤولية هنا أو هناك، فيرجع الفضل في ذلك إلى تنبيهات الإدارة الترابية والأجهزة الأمنية.
وبالجملة فإن قلوب معظم القائمين على الشأن الديني،هي مع التحكم البنكيراني، أما سيوفهم فهي على القوى الديموقراطية. وبهذا نفهم لماذا عجزت وزارة الاوقاف،في اتخاذ المتعين في الخطيب العمراني، وغيره؟!
ومع هذا التفسير ينتصب السؤال التالي:متى سيتم تحرير حقل إمارة المؤمنين من التحكم الأصولي؟ !
