بدأت الحملة الإنتخابية الخاصة باستحقاقات السابع من أكتوبر فاترة إلى حدود الساعة، وحتى وإن كان يهيمن عليها طابع المال قبل الأفكار والبرامج والشكارة قبل العبارة، فإن الحملة تزامن توقيتها مع حملات وخرجات أخرى لا تخلو من مفاجآت تمتزج فيها عناصر الإثارة والعنف والطرافة.
وهكذا من عاصمة السياحة مراكش تأتي المفاجأة الأولى عندما تم إبلاغ جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة في شخص الشيخ المغراوي من طرف السلطات برفع الحظر عن دور القرآن التابعة للجمعية بعد إغلاقها لمدة 3 سنوات على إثر فتوى للشيخ أجاز فيها زواج القاصرات من دون العاشرة.
ومن عاصمة المال والإقتصاد الدارالبيضاء كانت المفاجأة الثانية عندما غضت السلطات الطرف عن الحملة المضادة التي يقوم بها حزب النهج الديمقراطي الداعية لمقاطعة انتخابات ال7 من أكتوبر التي اعتبرها مغشوشة. وذكرت بعض المصادر أن رفاق البراهمة نزلوا إلى شوارع الفداء درب السلطان يوم الأحد الماضي مبررين، في نداء وزعوه بالمناسبة، دعوتهم هذه برفضهم منح المشروعية الشعبية للنظام السياسي المخزني وهو موقف يقترب من موقف حركة العدل والإحسان والتي تقول بدورها بأن المقاطعة التي يتبناها هو رفض لتزكية انتخابات تصفها بالشكلية والمتحكم مسبقا في نتائجها وتطغى عليها الرشوة والزبونية كما تصفها بأداة لشراء الذمم وتكريس للريع.
أما في عاصمة الحبوب سطات كانت المفاجأة الثالثة عندما اختارت السلطات المحلية أن تشن في اليوم الأول من الحملة الإنتخابية حملة كبيرة مغايرة الهدف والقصد بـ"زنقة الذهايبية" لفائدة برنامج "زيرو ميكا" وطبقت الذعائر المنصوص عليها على التجار المخالفين والذين ما زالوا يستعملون أكياس الميكا وهم يتأهبون لبيع سلعهم من الفواكه الجافة بمناسبة العواشر الخاصة بشهر محرم.
وفي فاس العاصمة العلمية بدأت الحملة بطعم الدم عندما تعرضت وصيفة لائحة البام لطعنات بالسلاح الأبيض وسط المدينة من طرف شخصين كانا يمتطيان دراجة نارية نقلت على إثرها الدكتورة "م" المصابة إلى المستشفى في حالة استعجالية ولا يستبعد المتتبعون أن تكون وراء الحادث تصفية حسابات سياسية، خاصة وأن الضحية معروفة بمواقفها الجريئة وقد ترشحت كوصيفة للائحة وكيلها ليس سوى الراضي السلاوي الذي انسحب قبل شهور من حزب البيجيدي.
وهكذا إذن تتوالى حملات هذه المحطة المثيرة على ايقاعات متعددة في الفترة المحددة لها قبل يوم الحسم 7 أكتوبر، ويبدو أن أيامها المتبقية ما زالت تخفي المزيد من المفاجآت.
