Friday 16 May 2025
سياسة

أنس بن الدرقاوي: قوى اليسار هي الحاملة لمشروع مجتمعي استراتيجي ومتكامل

أنس بن الدرقاوي: قوى اليسار هي الحاملة لمشروع مجتمعي استراتيجي ومتكامل

في إطار تتبع "أنفاس بريس" لآراء وقراءات فعاليات مختلفة للمشهد السياسي في المغرب في أفق الإنتخابات التشريعية المقبلة نعرض الورقة التالية ل "أنس بن الدرقاوي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية وعضو اللجنة الادارية الوطنية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتي عرض فيها كيف أدى حزب الوردة ضريبة تحمله تدبير الشأن العام سن1998 بكل مسؤولية وروح وطنية حيث كان يدبر شؤون كل المغاربة عكس ما يحصل اليوم مع حزب العدالة والتنمية الذي يدير الشؤون العامة بمنطق حزيي ضيق ويبرز من جهة أخرى كيف تسعى بعض الجهات إلى تكريس وجود قطيية حزبية ثنائية يين خيارين لا ثالث لهما ويرى بن الدرقاوي عكس ذلك أن الأحزاب اليسارية بالمغرب وخصوصا الاتحاد الاشتراكي هي الحاملة لمشروع مجتمعي استراتيجي وأن الدعوة لمقاطعة الانتخابات أو ترويج خطاب بعيد عن توحيد اليسار هي طرق لتعبيد الطريق لقوى اليمين هكذا جاء في الورقة

 

بداية لقد لعب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كحزب يساري مغربي اختار استراتيجية النضال الديمقراطي منذ سنة 1975دورا محوريا وأساسيا في جميع المعارك المجتمعية التي عرفها المغرب على كل المستويات الدستورية، المؤسساتية، الاقتصادية، الاجتماعية، الحقوقية والثقافية وذالك من أجل بناء الدولة الوطنية الديمقراطية المرتكزة على قيم الحرية، الديمقراطية، الكرامة والعدالة الاجتماعية، وبطبيعة الحال قدم على إثر ذالك شهداء ورموزا وطنية اعتبرت مدرسة في الوطنية والنضال مع الشعب من أجل تحقيق المساواة والعيش الكريم لكل مكونات المجتمع المغربي، كما عانا الاتحاديات والاتحاديين ويلات الاعتقال والاختطاف والتعذيب إبان سنوات الجمر والرصاص وخصوصا ايام الزمن النضالي الطلابي، إضافة لكون الحزب أدى ضريبة تحمله تدبير الشأن العام سنة 1998بكل مسؤولية وروح وطنية حيث كان يدبر شؤون كل المغاربة عكس ما يحصل اليوم مع حزب العدالة والتنمية والذي ابان أنه يسير شؤون الدولة والمجتمع بمنطق حزبي ضيق ويضع رجلا في الحكومة ورجلا في المعارضة وذالك في خرق سافر لكل أعراف وأدبيات الممارسة الديمقراطية.

لكن الملاحظ في هذه السنوات الأخيرة و خصوصا مع قرب الانتخابات التشريعية هذه السنة أن هناك توجها مدروسا لصنع قطبية وهمية وذالك من أجل ترسيخ صورة لدى المواطنات والمواطنين أن هناك فقط خياريين من أجل مستقبل هذه البلاد، والذي مع الأسف تساهم فيه عدة مؤسسات إعلامية ومجموعة من المحللين السياسيين.

إلا أنه وفي حقيقة الأمر تعتبر الأحزاب اليسارية بالمغرب وخصوصا الاتحاد الاشتراكي هو الحامل لمشروع مجتمعي استراتيجي ومتكامل لأننا أولا خرجنا من رحم القوات الشعبية ويكفي أننا سليلي الحركة الوطنية التي ناضلت من أجل استقلال هذه البلاد وكذا بناء الدولة الوطنية الديمقراطية، كما أن مختلف الفعاليات التي تساهم اليوم في النقاش العمومي قي شقه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي من مثقفين، إعلاميين، جمعويين ومحللين فئة عريضة منهم هي خريجة المدرسة الاتحادية وبالتالي اليسار لا يقتصر فقط على الأحزاب السياسية بل يتجاوزة ليشمل كل مكونات المجتمع، لكن أن نسمع اليوم دعوات لمقاطعة الانتخابات أو لخطابات بعيدة عن توحيد اليسار المغربي فيمكن اعتباره مساهمة في تسهيل الطريق للحركات الدينية واليمينية للسيطرة على المشهد السياسي، علما أن الاتحاد قام بمبادرات عدة من أجل تجميع الصف التقدمي اليساري كاندماح الحزب العمالي والحزب الاشتراكي في الاتحاد إضافة لمبادرات أخرى للشبيبة الاتحادية في هذا الصدد وكذا تنظيم لقاءات ثقافية من أجل منقاشة هذا الموضوع من الناحية العلمية والفكرية لكن في نفس الوقت يجب الاعتراف أنه لا تزال اليوم بعض قيادات وأطر اليسار المغربي لم تتخلص من ما هو نفسي أكثر مما هو سياسي خصوصا إذا لاحظنا أن من كان ضد المشاركة في الانتخابات والمؤسسات أصبح اليوم معها ومن كانت ضد اللوائح الوطنية تزعمتها اليوم وأعتقد أن مثل هذه التغيرات تدخل في إطار المراجعات الفكرية والسياسية خصوصا وأن وعي المجتمع اليوم بضرورة الحداثة والحرية الديمقراطية أصبح جد كبير، ويكفي أن نشير أنه حتى من كان يتبنى فكرا رجعيا أصوليا متزمتا أصبح اليوم ينادي بالحرية الفردية وبقداسة العلاقات الخاصة ولنا في واقعة عضوي حركة التوحيد والاصلاح مثالا على ذلك.