يقف المرء حائرا أمام قوة تدفق الأباطيل من قائمة الإنجاز الحكومي التي طلع علينا بها عبد الإله بنكيران. إذ ما معنى إدراج "إعفاء العديد من المسؤولين الكبار بالوزارات والسجون والمندوبيات الذين تحوم حولهم شبهة الفساد" ضمن إنجازات الحكومة، والحال أنه صاحب "عفا الله عما سلف" الشهيرة، وهو الذي حول مركزه الحكومي إلى طوق نجاة تشبت به المفسدون فأفلتوا بجلدهم وغنائمهم وثراوتهم التي كدسوها من المال العام.
هل نصدق بنكيران الذي تخلى عن مطاردة المفسدين والمضاربين؟ هل نصدق من اتهم صلاح الدين بالفساد وقال فيه ما قاله مالك في الخمرة، ثم عاد ليقدم له صك الغفران ويقول في حقه إنه "راجل مزيان" بل تحالف معه وأدخله إلى الحكومة وزيرا للخارجية؟ هل نصدقه حين تدخل بوجه قاسح ليشغل ابنته في الأمانة العامة للحكومة، وفي تشغيل زوجات المقربين منه في مختلف الوزارات؟ هل نصدقه وهو يراقب الفساد ويدينه ولا يجرؤ على استعمال صلاحياته من أجل القضاء عليه؟...