لمّا طفت على السطح الأزمة الدبلوماسية بين المغرب والسويد على خلفية استعداد البرلمان السويدي للاعتراف بالبوليساريو، استنجد المغرب بقيادات يسارية لتلعب دور «الإطفائي» لإخماد النار في ملف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والسويد، ونجحت فعلا في تلك «المهمة المستحيلة». لم ينتدب المغرب في تلك اللحظة الفارقة أي سياسي من اليمين المخزني أو اليمين الأصولي.
تلك كانت محطة مشبعة بالرسائل معناها أن «العائلة اليسارية» بالمغرب مازالت تملك «شرف» الترافع على القضايا الوطنية النبيلة. المغرب يعيش اليوم زمنا انتخابيا، وموعد الاقتراع يفصلنا عنه أسبوعان. لكن الأزمنة الانتخابية في المغرب لا تقاس بالأيام بل بالأحداث التي تحول الانتخابات من حدث سياسي «ديمقراطي» إلى مستنقع تذبح فيه كل الشعارات السياسية المرفوعة، بعد أن اختزل النزال بين «البيجيدي» المتهم بـ «أخونة ودعشنة الدولة والمجتمع» وحزب «البام» المتهم بـ «مخزنة الدولة والمجتمع».. حزبان من عملة واحدة لا يملكان التراكم التاريخي والكاريزمات السياسية وطهرانية "ذمم" الأحزاب التقدمية والوطنية التي يمكن أن تكون هي «ضمير» الشعب ولسانه «الفصيح» في البرلمان، لأن تجربة حكومة «الشتات» بزعامة بنكيران أثبتت أنها حكومة لم تكن تنطق بلسان المواطنين الذين تنازلت عن الكثير من حقوقهم!!
وسط هذا الضجيج السياسي ربما حان الوقت كي تسائل تجربة أحزاب اليسار بمختلف أجنحته المعتدلة والراديكالية نفسها وتقوم بنقد ذاتي لتجاوز أعطابها واختلالاتها لإنقاذ المغرب من هذا «العفن» السياسي الذي نفّر المغاربة من السياسة، ربما لأن أركان «المعبد» المسوّسة التي نهشتها "قوارض" الأحزاب في حاجة إلى أن تتسلح بخرسانات اليسار وقاماته.
أسبوعية "الوطن الآن" استضافت هذه القامات لاستقراء وجهات نظرها حول هذا السجال الانتخابي، والأدوار التي يمكن أن تلعبها لتطهير الحياة السياسية وتخليق الحياة العامة وترسيخ الدعامة الحقوقية.
(تفاصيل أوفر في العدد الجديد من أسبوعية "الوطن الآن" الموجود بالأكشاك)