Friday 16 May 2025
سياسة

عبد الرحمان نوضة : هل الوزير بنعبدالله نزيه أم انتهازي أم منافق؟

عبد الرحمان نوضة : هل الوزير بنعبدالله نزيه أم انتهازي أم منافق؟

وجه عبد الرحمان النوضة القيادي السابق في منظمة "إلى الأمام" ، مدفعيته صوب نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية وصوب من يحاول تبييض فظاعات وزير السكنى والأمين العام لحزب الكتاب. خرجة النوضة تأتي في سياق تصريح صحفي للمعطي منجب اعتبر فيه ان نبيل بنعبدالله من الوزراء "النزهاء"! وهو ما خلف استغرابا لدى العديد من المتتبعين،منهم عبدالرحمان النوضة،الذي ندرجه أدناه:

"1) الشخص بن عبد الله ليس ''شخصا نزيها'' مثلما قال المعطي منجب، بل هو من أكبر الانتهازيين السياسيين في المغرب. هذا الشخص قضى العديد من السنوات في عدة حكومات متوالية بالمغرب. ولم يفد الشعب المغربي بأي شيء. بل ساهم بن عبد الله في تضليل الشعب، وفي قمعه، وفي استغلاله. وبن عبد الله هو من عناصر المخزن، ومن خدام النظام السياسي القدماء، مثل اسماعيل العلوي. واستفاد كثيرا كشخص، لكنه لم يفد الشعب بأي شيء.
2) المنافق بنعبد الله أراد اليوم فجأةً أن يتكلّم عن ''التحكّم''. كأنه لم يلاحظ ''التحكّم'' إلا اليوم، بأسابيع قليلة فقط، قبل الانتخابات المقبلة في أكتوبر 2016. لأنه أراد فجأةً تغليط الجماهير الناخبة. ولأنه يريد، في آخر لحظة من ولايته في الوزارة، أن يظهر كمعارض نزيه، بينما هو من بين أقدم خدام النظام السياسي القائم. وخلال عشرات السنين التي قضاها في حكومات متعاقبة، وفي مناصب سياسية أخرى في خدمة النظام السياسي القائم، لم يسبق له أبدا أن اشتكي من هذا ''التحكّم''، ولا أن اعترف به، رغم أن قوى اليسار ظلّت تـفضح هذا ''التحكّم''، وتفضح وجود الاستبداد، منذ استقلال المغرب في سنة 1956 إلى الآن.
3) بن عبد الله، مثله مثل عبد الإله بنكيران، هما معا عدّوان لـ ''حركة 20 فبراير''. وهما معًا، استفادا من هذه الحركة، وحارباها بشراسة. وشاركا في ممارسة ''التحكّم''، والاستبداد، والقمع، والقهر، مقابل امتياز التواجد في حكومة، كانت منذ زمان، شكلية. والشعب كله يعرف، منذ زمان قديم، أنها حكومة شكلية. إلاّ نبيل بن عبد الله، الذي اكتشف مؤخّرًا مع بنكيران، أن ''التحكّم'' موجود في المغرب. فعلى من يريد بن عبد الله أن يضحك؟
4) بيان الديوان الملكي حول تصريح بن عبد الله هو بيان عادي(...)ومن حقّ النظام السياسي أن يحتج على بعض ''خدام النظام السياسي''، الذين يخونون إكراميّاته، أو يخونون الامتيازات التي منحها لهم، فنبيل بن عبد الله هو من الذين يأكلون الغلّة، ويشتمون الملّة. وهو سياسي جبان، وليس له مبادئ، ولا يؤمن بأي مبدأ سياسي غير الأنانية، والانتهازية الكَلَبِيّة (cynique et machiavélique). وما ''يُغضبنا'' أكثر من غيره، ليس هو بيان الديوان الملكي، وإنما هو نفاق هؤلاء السياسيين، الذين ينافقون الشعب، بلا حشمة، وبلا حياء، منذ عشرات السّنين.
5) على خلاف مزاعم بنعبد الله وبنكيران، المشكل الفعلي، ليس هو ''التحكّم''، وإنما هو ''الاستبداد'' السياسي القائم. وخدّام النظام السياسي القائم، يريدون أن يُغلّطونا، فيتكلّمون عن ''التحكم''. وهذا ''التحكم'' يعني في لغتهم المُخادعة، مجرد مشكل تقني، أو تدبيري، في مجال العلاقة بين الوزراء، والديوان الملكي أو مستشاريه. بينما المشكل الفعلي، هو مشكل ''الاستبداد'' السياسي، وهو مشكل بنيوي، ويعني في لغتنا، غياب دولة القانون، وغياب الديمقراطية، وغياب حقوق الإنسان، وغياب العدالة المجتمعية، وغياب استقلال القضاء، وغياب المساواة أمام القانون. وتصحيح ''الاستبداد''، يتطلب إحداث تغيير كلّي في النظام السياسي القائم."