الثلاثاء 23 إبريل 2024
سياسة

عبد الله محمد الكوا : المشروع اليساري متمنع على المشروع المخزني والمشروع الإسلاموي

عبد الله محمد الكوا : المشروع اليساري متمنع على المشروع المخزني والمشروع الإسلاموي

في إطار تتبع "أنفاس بريس" لآراء وقراءات فعاليات مختلفة للمشهد السياسي في المغرب في أفق الإنتخابات التشريعية المقبلة، نعرض الورقة التالية لمحمد عبد الله الكوا، نائب الكاتب الجهوي للإشتراكي الموحد بجهة كلميم واد نون بكلميم الذي اعتبر أن محطة التحالف التي أفرزت فيدرالية اليسار الديمقراطي بمكوناتها الثلاث تشكل طفرة نوعية نحتاج الى مزيد من النقاش من أجل التخلص من عقدة الإختلاف المنفر مع مكونات يسارية أخرى كما يضيف محمد عبد الله الكوا، أن الجمعوي الذي لا تحكمه خلفية سياسية واضحة قابل للانتحار الفكري قابل للانتحار هكذا جاء في الورقة:

في شأن التحالفات أحب أن أوضح أن تجربة اليسار بالخصوص تجربة فدرالية اليسار الديمقراطي تظل حدثا تاريخيا يستحق مزيدا من الاهتمام والتنظير ليشكل الجذوة التي تنير طريق الجيل الجديد ،على الرغم مما قد تعيشه التجربة من حين لحين من ارتدادات عرضية لا تشكل خطرا كبيرا على جوهر فكرة الاندماج في أفق التوحد القطبي اليساري الكبير،ففي الوقت الذي حتمت فيه مصالح وقضايا وأحداث مغربية اهتزازات داخل الكثير من التجارب الحزبية اليمينية المحكومة بمصالح مختلفة يشكل فيها التحالف تكتيكا محدودا في الزمان والأهداف في أحسن الأحوال ،وفي زمن الانشقاقات تحت الطلب أحيانا استجابة لأجندات مملاة بحسابات ميزان القوى وتغليب الكفاءات بعضها على البعض،يظل الحلم اليساري حاضرا لدى الكثير من مكوناته ،وأحيانا حتى لدى مكون متميز داخل الحزب الواحد في أشكال تصحيحية الى درجة التناقض. ويبقى أن محطة التحالف التي أفرزت فيدرالية اليسار بمكوناتها الثلاث تشكل طفرة نوعية نحتاج الى مزيد من النقاش من أجل التخلص من عقدة الاختلاف المنفر مع مكونات يسارية أخرى تمتاح من نفس الفكر لتكريس الإختلاف المنتج ، والتحرر من اعتبار نقاط الخلاف التي تبقى التقديرات فيها مشروعة لكل تجربة هي الفيصل والحدود ،بدل الارتكاز الى المشترك الذي يعزز من قوة المشروع اليساري كمدرسة تاريخية منفتحة و متمنعة على المشروع الأصولي بوجهيه المخزني والإسلاموي..
إن ثقافة اليسار وقناعاته الفكرية ، تجد امتداداتها في واجهات متعددة من هيآة المجتمع المدني ،حيث المناضل يجد نفسه أمام هامش كبير من حرية الممارسة اليومية مع شرائح مختلفة قد لا يكون لها بالضرورة ارتباط مباشر بالمبادئ الأساسية للحزب ،وحيث يعمد الى تصريف مبادئه على شكل سلوكات تختلف من فاعل لفاعل،وباستقلالية لا يجب أن تصل بصاحبها حد الخروج عن دائرة القناعات الإيديولوجية،وإلا أصبح المناضل اليساري بفعل العمل الجمعوي رهينة الموقف المتناقض فينتهي به الى نوع من الإنتحار يبعده عن الخط الذي طالما آمن به في هيأته السياسية .وهذه أضحت من المفارقات التي نعيشها يوميا،إذ يصبح الجمعوي مستلبا بحكم هامش الحرية الأوسع مع المكونات المختلفة بعد أن كان رائدا لقيم محددة لا تقبل المساومة .إن الجمعوي الذي لا تحكمه خلفية سياسية واضحة قابل لانتحا رفكري قد يحيد به عن جادة النضال فيهيم الجمعوي على حساب المشروع السياسي.
لقد شكلت المجطات الانتخابية مجالا مهما لصقل تجربتنا السياسية في ظل اختيارات الهياكل التنظيمية لفيدرالية اليسار، ومن ذلك أننا نعالج الكثير من الجزئيات الأساسية في اختيار مرشحينا ونخضع العملية لنقاشات دياليكتيكية من القمة للفاعدة والعكس،ولا تخلو تجربتنا من إكراهات لكن الأساسي أن الرسالة تسير منفتحة على مستقبل واعد ، فتغطية كافة الدوائر الإنتخابات أعتبره محطة أساسية لم نتمكن منها فيما مضى ، وتطويرأساليبنا الدعائية باللوجستيك المعقلن خير تعبير عن نظافتنا في هذه البيئة الإنتخابية الموبوءة داخل المغرب للأسف. والأهم من كل ذلك أن كبواتنا الصغيرة معناها في ثقافتنا مزيدا من النقاش الجاد والحاد والمثمر،وإلا فلا مصالح تجكمنا غير تثبيث قيمنا الفكرية الحداثية المتنورة واختيار الرجال الأكفاء لهذه الغاية /من أجل غايات استراتيجية تخدم هذا الوطن العزيز.