Thursday 15 May 2025
سياسة

فجرها بلاغ الديوان الملكي: حيرة بنكيران بين ابن تيمية المخزني وابن تيمية الشيوعي

فجرها بلاغ الديوان الملكي: حيرة بنكيران بين ابن تيمية المخزني وابن تيمية الشيوعي

أطلق "فرسان العدالة والتنمية" - عقب صدور بلاغ الديوان الملكي حول تصريحات نبيل بنعبد الله بخصوص الشخصنة المؤسساتية لما يسمى بـ"التحكم" - حملة تضامن مع كبير شيوعيي الحكومة، اختير لها عنوان:"كل التضامن مع بنعبد الله ضد قلالش التحكم"، واختير لها ملصق يوحد يدي بنعبد الله وبنكيران نحو الأعلى، وبتأطير العبارات التالية: "هذان الرجلان يقودان معركة ضد التحكم. إنها معركة حياة أو موت. بنعبد الله بكى يوما، واليوم فهمنا سر بكائه ".
حملة التضامن هذه، التي تعليها كتائب الحزب الحاكم، بسياقها ومعجمها وظلال معانيها، تستوجب بعض النظر لتخصيب النقاش العمومي على طريق المصلحة العليا للبلاد:
- أولا،لا نظن أن بنعبد الله في حاجة إلى حملة تضامن من الآخرين، وهو "زعيم" حزب. وقد اختار هذا الحزب الهروب إلى الأمام من خلال التدليس في رده على بلاغ الديوان الملكي، لأن بنعبد الله كان في موقع التعقيب على خطاب العرش من زاوية التشخيص المؤسساتي لما يسميه بالتحكم، ولم يكن البتة في موقع منطق مجريات التدافع المألوفة بين الفاعلين السياسيين.
وهذا هو السر في حملة تضامن كتائب الحزب الحاكم مع بنعبدالله، لأنه خرج عن مهمة الناطق باسم حزبه إلى الاضطلاع بمهمة الناطق بما لا يستطيع بنكيران النطق به في هذه المرحلة.
- ثانيا،إن المعجم المؤطر لهذه الحملة:"قلالش التحكم"،ول "معركة ضد التحكم،إنها معركة حياة او موت".هذا المعجم وبلغته الحربية على الخصوص، تحيلنا على "شهادة" ابن تيمية التي تسري في أوصال بنكيران/ رئيس الحكومة "الأصولي ".
وأعتقد أن هذا المعجم يمثل "وقاحة" من الحزب الحاكم، في التعاطي مع بلاغ الديوان الملكي، والحال ان هذا البلاغ كأي متن سياسي هو قابل للقراءة .فلماذا اختار الحزب الحاكم هذه المقاربة غير المسؤولة؟
- ثالثا،وهذا بيت القصيد، لماذا اختار بنكيران نهج العصيان والتمرد من خلال اتخاذه لمفهوم"التحكم" كقميص عثمان،والحال أنه صنيعة مخزنية على عهد إدريس البصري وعبد الكبير العلوي المدغري؟
نعتقد أن الإمساك بمفاصل النقاش المثمر حول ما يسمى بالتحكم ، يكمن في تفسير هذا النزوع الانقلابي لبنكيران كصنيعة مخزنية.
وأكيد أن الموضوع يستوجب إطلالة أخرى !