Thursday 15 May 2025
سياسة

نبيل بنعبد الله : الكرسي أولا، الكرسي ثانيا، الكرسي ثالثا

نبيل بنعبد الله : الكرسي أولا، الكرسي ثانيا، الكرسي ثالثا

يقول المثل " ضرب المربوط يخاف لمسيب " هكذا تم التعامل مع الوزير نبيل بن عبد الله حسب تقدير أحد الظرفاء في تعليقه على بلاغ الديوان الملكي الصريح والواضح بخصوص تصريحات الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية وهو يوجه سهامه نحو محيط المؤسسة الملكية، ليبرر فشل بن كيران في لعب دور رئيس الحكومة الذي يحترم نفسه ويضبط فريقه الوزاري، ويبرر كذلك حصيلة حكومة فاشلة، سطت باللغط والتهديد والوعد والوعيد على نضالات الشعب المغربي خلال الحراك الاجتماعي.

تصريح الوزير نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية هو نتاج لتصريحات رئيس الحكومة السي عبد الإله بن كيران، الذي أنتج وأبدع بأنكر الأصوات منذ اعتلاءه كرسي الرياسة الكثير من اللغط والنهيق والفحيح والعويل، سواء داخل قبة البرلمان، التي كان من المفروض فيه أن ينتج من خلالها تشريعات وقوانين تنتصر لأفق دستور المغرب، الذي طوقه بالعديد من المسئوليات، وطموحات المغاربة الذين صوتوا لذات الدستور ليحصنوا مكتسباتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية، أو على مستوى غزواتمنابر الخطابة " التهيجية " بمختلف المدن المغربية.

تصريح"الشيوعي بن تيمية "  السفير السابق والوزير الحالي لسياسة المدينة الذي انزاح عن النبل والقيم التي تربى عليها جيل الوطنيين بحزب التقدم والاشتراكية، يتحمل فيها الأمين العام رئيس حكومة جلالة الملك القسط الأوفر، نتيجة تصريحاته الخرقاء بالصورة والصوت، متناسيا أنه ثاني شخصية في هرم سلطة الدولة المغربية وليست "سلطة الدولة الإسلامية ".

العدوى طبعا انتقلت إلى البعض من زعمائنا السياسيين، ووجدت شروط الاستنبات و التغلغل  بين وزراء الحكومة المغربية التي يترأسها بن كيران، مما أدى إلى هذا الانفلات الخطير في التصريحات  و التي يمكن أن تتحول من أقوال غير مسئولة إلى  أفعال غير مسئولة وتطال اليابس والأخضر، وكأن لسان حال الزعيم يقول " إن عمت هانت " وفق أجندت المتسللين عبر أروقة السلطة والحكم.

تسيب تصريحات الشيوعي الحاج نبيل بن عبد الله، طبعا هي نتيجة للتحكم الذي مارسه على حزب علي يعتة، وإقصاءه للأطر الحقيقية الحاملة للمشروع المجتمعي التقدمي الطموح بنهجه لأسلوب الزعيم " الديكتاتور "الذي لا صوت يعلو فوق صوته، وتجميده الأجهزة الحزبية و الآليات الديمقراطية الداخلية، ليستفرد بالحزب، بعد أن محى مبادئ حزبه اليساريةوذبحها من الوريد إلى الوريد، مما مكنه من إشباع رغبته الجامحة في " التمكن والتمكين " والانبطاح على سرير الزعامة أمام حليفهاللامباوي عبد الإله بن كيران للدخول لحكومة " الإخوان " بدون عقد نكاح يصون بكارته المفتضة أصلا على مرأى ومسمع من الجميع.

هذا " التشيطين " للبعض من زعماء السياسة الذين يريدون ممارسة التحكم على الشعب المغربي، ومؤسساته الوطنية، جاء نتيجة الاستهتار بمقوماتنا الوطنية، وعدم ربط المسئولية بالمحاسبة، وفشلهم الذريع داخل قطاعاتهم الوزارية بعد أن تبين لهم أن حصيلتهم الوزارية خاصة والحكومية عامة تتسم بالفوضى العارمة، دون أن يفطنوا إلى أن ممارساتهم تهدد أمننا واستقرارنا الوطني في علاقة مع المحيط الخارجي ديبلوماسيا واقتصاديا واجتماعيا، طبعا في أفق الابتزاز والتضليل السياسي كما ورد في بلاغ الديوان الملكي الذي كان واضحا ودون لبس و أعاد الأمور إلى نصابها.

اليوم نريد المحاسبة والمساءلة، فإن كانت الحصيلة أردء من رداءة الحكومة ووزارئها " المنعم " عليهم برضى " الرئيس اللامباوي " فإن صوت الملك والشعب والوطن أقوى من صوت " زعماء الكارطون "، الذين يحاربون الطواحين، ولا يتمنون موتة البعير، وإن كان الوطن غفور رحيم فعليهم بإلقاء مفاتيح الوزارة والحكومة، والخروج نحو الشعب لطلب المغفرة، أو الانزياح نحو مشجب التحكم الحقيقي الذي علقوا عليهم فشلهم الذريع في كل ملفات الشعب المغربي الذي اكتوى بخبتهم ونفاقهم من أجل الكرسي أولا والكرسي ثانيا والكرسي ثالثا.

سؤال على سبيل الختم : لماذا لم يتكلم الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكي مدة خمس سنوات، وظل صامتا، إلى أن حان موعد استحقاقاتنا التشريعية؟ ما السر في عدم مواجهته لكل الأخطاء الجسيمة والقاتلة التي قام بها رئيس الحكومة وأغلبيته مدة خمس سنوات ؟ وكيف استطاع نبيل بنعبد الله استساغة قبول " التحكم " في الحكومة دون أن يتخذ الموقف النبيل من ينابيع حزبه المشهود له بالتضحيات ؟