إن اعتبار بنكيران النظام الدستوري للدولة مجرد شكل لأن الديكتاتورية حسبه موجودة وأنه لا استقرار بالوطن إلا عبر التصويت لحزبه وأن الوطن ليس للملك وحده.
فهذه التصريحات المتطرفة لرئيس الحكومة هي عبارة عن إفلاس سياسي خطير. فالرجل لا يؤمن بالديمقراطية ولا بالمؤسسات، لأنه جعل نفسه الحامي لها فوجوده من وجودها وزواله من زوالها، فلا عبرة بالديقراطية التي لا تاتي بغيره لانها محفظة عليه فوحده الوطني والمؤمن وغيره خائن وكافر لا يستحق الوجود السياسي ولا الحياة ولا اصوات الناخبين
الخطير أنه يخيرنا بين الفوضى أو فوز الانتخابات، لأن هزيمته هزيمة للوطن وادخاله في الفوضى وفوزه فوز للوطن لانه لا عبرة لتنظيم الانتخابات فلنعلن من الان فوزه بها ونجنب بلدنا الويلات والكوارث ونجنب الدولة والمواطنين الاثار السلبية للديمقراطية وصناديق الاقتراع
ويبالغ الرجل في تأليه نفسه وحزبه وعصمته بالقول إن الوطن ليس للملك وحده، فما الغاية من ذلك غير إضعاف الملكية وتهديدها، لأن الملك لم يقل يوما إنه الوطن والشعب، كما قال بنكيران.
إن الفرصة سانحة للأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والجمعيات المدنية والحقوقية بالوقوف صفا واحدا للدفاع عن الديمقراطية والمؤسسات ودولة الحق والقانون والقطع مع تقافة تمييع الحياة السياسية والمدنية والتطرف الديني للبيجيدي والتيار التكفيري وابعاد المؤسسة الملكية عن الصراع الحزبي.
سياسة