Wednesday 14 May 2025
سياسة

إنك مجرد الفيزازي، ولا تحمل مفاتيح الجنة حتى تطرد منها أحدا

إنك مجرد الفيزازي، ولا تحمل مفاتيح الجنة حتى  تطرد منها أحدا

قد يكون من واجب المسلم على أخيه المسلم تقديم النصيحة ابتغاء مرضاة الله، والفوز بأجر المحاولة على الأقل جزاءا للنية الحسنة، إن لم تجد لها الصدر الرحب المعروف به المؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. لذلك، نقول لشيخنا الفيزازي حبذا لو يختلي بنفسه لحظات ويعيد شريط أفكاره ربما يصادف تلك الخلوة حضور بعض المنبهات المتبقية من اتزان ضميره، حتى تنتزعه من الأوهام التي يغرق فيها من غير أن يجد من المقربين إليه من يأخذ بيده ويهمس في أذنه: "انعل الشيطان أسي الفقيه را غيرك كان أشطر.."

والأكيد أن النصيحة ستفعل فعلها إذا علم الرجل بأن مشكلته الأولى والأصعب هي مع نفسه. يريد أن يثبت  لذاته أنه شيء. تماما مثل "دونكيشوت" الذي يفبرك معارك وهمية مع طواحين الهواء ليدعي أنه "كبير العولاما" الذي يفهم أكثر من 34 مليون مغربي ومن ضمنهم هو. بحيث يفهم أكثر من نفسه.

والمصيبة، بل ومصيبتنا، أنه لا يملك سلاحا سوى "التشيار وجيب يا فم وقول" طولا وعرضا، معتقدا، وبكل أسى وأسف، أنه هو الصدق وغيره من فصيلة الكائنات الخرافية التي لا قدرة لها على تفريق الحلال عن الحرام، ولا تمييز ما يدعو إليه الدين الإسلامي وأيضا ما يحاول البعض التجني به عليه.

ومهما يكن، فلم يثبت أن كان خاتم الرسالات صلى الله عليه وسلم متجاوزا لهرطقات من يقذفون الناس ظلما عدوانا، وهو المثل البشري في نموذج السلوك الإنساني لمن يقتدي به طبعا. ولم يسجل تاريخ التجارب المجتمعية أن حدث اتفاق على سلامة حس من يتخذ من مثل "شدني ولا نطيح" منهاجا لخبطاته. وعليه، فلم يهبنا الله عقولا إلا لغرض الإحتكام إليها من أجل المضي نحو السُبل الأصلح، وفي المقابل اتقاء المهلك منها ومن الداعين إليه. بل والعمل على مساعدتهم إلى أن يعودوا لرشدهم، ويقتنعوا بأن حبل الفتنة وجر أمن الشعوب للفوضى قصير، كيفما كانت الذرائع المصطنعة والتملق الملغوم لهذه الجهة أو ذلك الجهاز. خاصة حين ينكشف زيف البضاعة، ويصير الجميع يعرفون حقيقة صاحبها.

وكما هي العادة، فإن مبادرة إرجاع النفوس عن غيها غالبا ما يُظهر معادن الرجال ويزيد في كشف ما بداخلها من مستور. ولله الحمد فالمعادن الطيبة كثيرة، أما ما تثير الشفقة فتقف مفضوحة بين رياح الاستنجاد بالقذارة، ولسعات برودة الحنق من اتباع مرجع أمير المؤمنين الذي يزيد من ارتفاع ضغطها "الله يكون معاها". وبعد كل هذا، يريدنا الشيخ الإنصراف إلى حال سبيلنا حتى يبقى له "التيران خاوي". ومن جهتنا نقول له: "اطمئن يا فيزازي، إنك تطلب ما ليس في المستطاع"، وإن كنت قد خلقت لتعريج الأصل عن منبته، فإننا خلقنا للإسهام في إبقاء هذا البلد كما تركه لنا أمراء المؤمنين أمانة آمنة.

أما المحاولة اليائسة للإساءة إلى "أنفاس بريس"، فالأخير كان وسيظل واقفا أمام أعداء الأصوات الرافضة للمكفرين. وإذا ما تجرأ نُطق بالتشكيك في مبدأ من مبادئه التي لا تحتاج لتبيان، فرده فوري وهو أن الموقع "كبير عليه..". وقبل كل هذا، فإن الفيزازي لا يحمل مفاتيح الجنة، لذلك فهو لا يملك أن يطرد منها أحدا.

الآن، يرجى أن يكون السي الفيزازي قد بلغه اليقين كونه وهو يستهدف الجريدة قد طاش سهمه. ثم حتى إن ظن خاطئا بأن كان لكلامه وقع، فهناك حكاية عن نملة قالت لجبل إنني رحلت عنك، فأجابها ومتى أتيتِ؟.