السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

المؤرخ التريكي: الخزف في آسفي متجذر في المدينة منذ القرن الثاني عشر

المؤرخ التريكي: الخزف في آسفي متجذر في المدينة منذ القرن الثاني عشر المؤرخ حميد التريكي (يمينا) مع محمد الكتاني، رئيس مجموعة التجاري وفابنك، خلال تقديمه أروقة معرض "خزف آسفي"
 
نظمت مؤسسة التجاري وفابنك للرعاية ابتداء من 18 أبريل ،معرضا خاصا بفن الخزف آسفي حول تشكيلة القطع الخزفية لمالكها الكراوي العوفير المنحدر بدوره من مدينة آسفي، والتي تم تجميعها بشغف منذ خمسين سنة، و يحرص معرض "خزف آسفي، بين التاريخ والفعل اليدوي المتوارث"، يشرف عليه المؤرخ حميد التريكي، على إبراز غنى الأساليب والتقنيات السائدة في آسفي خلال النصف الأول من القرن العشرين.
وصرح المؤرخ التريكي لـ"أنفاس بريس" قائلا : "أن من بين القطع الخزفية تم عرض قطعتان تعود إلى أواسط القرن التاسع عشر، سنة 1850. ومن الناحية التاريخية الصرفة، فخزف آسفي مذكور في نص تاريخي أواخر القرن الثاني عشر، في عهد دولة الموحدين، والمدينة توسعت في عهد الموحدين، بصفتها مرسى للعاصمة مراكش آنذاك.." من ناحية أخرى، يضيف المؤرخ التريكي، كان هناك دعم جديد للعائلات التي قدمت من فاس إلى آسفي منها عائلة السرغيني وعائلة بنجلون وغيرهم، امتزجت مع صناع آسفي ليتم إنتاج مزيج من ألوان وأشكال نابعة من المدينتين، وهذا المزيج من الخزف سيتم العمل به إلى حين خلق مدرسة باسفي سنة 1920، وهي أول مدرسة للخزف بالمغرب، وقد أسسها بوجمعة العملي الذي أرسله ليوطي لينقذ الصناعة الخزفية بآسفي، وهي مدرسة ذات برنامج وتعليم عصري، وقد توارث صناع آسفي الخزف أبا عن جد".
وبأروقة المعرض تم عرض 170 قطعة خزفية من القوارير الإغريقية الأثرية وصولا إلى أحدث الابتكارات التزينية، فضلا عن وثائق من الأرشيف وخرائط تاريخية ودفاتر مصورة لتلاميذ مدرسة الخزف وصور لورشات وشهادات المسافرين وقصائد وحكم، لتقريب الزوار من هذا الفن الذي تتوارثه الأجيال ضمن فضاء يشتهر باسم تل الفخارين.
ويولي المعرض مكانة متميزة للفضاءات وطقوس عمل الفخارين والقاموس المصور للأشكال، وذلك من أجل إبراز الجوانب الفنية والعلمية والمواطانتية لهذه الحرفة. وتعتزم مؤسسة التجاري وفابنك تحفيز الوعي من أجل المحافظة على هذا التراث ونقله من جيل إلى آخر، معتمدة في هذا المسعى على الالتزام النموذجي للكراوي.
على غرار المعرض الكبير" سيفر آسفي: تجديد الخزف بفرنسا والمغرب في العقد الثالث من القرن العشرين" المنظم في أبريل 2007 بشراكة مع المصنع الوطني لخزف سيقر، تعود مؤسسة التجاري وفابنك للرعاية 11 سنة بعد ذلك لتلقي الضوء من جديد على هذا الفن وتركز بالأساس على مدينة آسفي ومهارة فخاؤيها، باعتبارها علامة بارزة في هويتها الجهوية ومبعث فخر على الصعيد الوطني.
و يمكن القيام بزيارة افتراضية لمعرض خزف آسفي على هذا الرابط: