الأربعاء 24 إبريل 2024
فن وثقافة

المغرب يحتفي بأوائل القراءة ويتوّج مريم أمجنون في "تحدي القراءة العربي" على المستوى الوطني

المغرب يحتفي بأوائل القراءة ويتوّج مريم أمجنون في "تحدي القراءة العربي" على المستوى الوطني التلميذة مريم لحسن أمجنون ( يسارا)
شهدت المغرب اختتام مسابقة "تحدي القراءة العربي" في دورته الثالثة وذلك بتتويج التلميذة مريم لحسن أمجنون، من مدرسة الداخلة في منطقة فاس – مكناس التعليمية بطلةً للتحدي على مستوى المملكة، بعد تنافس كبير بين الطلبة العشر الأوائل الذين بلغوا التصفية النهائية على المستوى الوطني والذين خاضوا الاختبارات النهائية على مدى ثلاثة أيام قبل اختيار الفائزة، التي انتزعت تاج البطولة عن جدارة.
هذا ونالت مدرسة ثانوية الوحدة الإعدادية، من منطقة الداخلة التعليمية، لقب المدرسة المتميزة على صعيد البلاد، فيما ذهبت جائزة "المشرف المتميز" للمعلمة أمينة حَيبوب، من مدينة الدار البيضاء.
جاء ذلك في حفل حاشد أقيم على خشبة مسرح محمد السادس في مدينة وجدة وذلك بحضور علي سالم الكعبي سفير دولة الإمارات لدى المغرب، والأمين العام لتحدي القراءة العربي نجلاء الشامسي، ونخبة من المسؤولين ومدراء الجهات والمناطق التعليمية وعدد من العاملين في القطاع التربوي وأوائل الطلبة من مختلف أنحاء المملكة.
ونوّه وزير التربية الوطنية والتكوين المهني المغرب سعيد أمزازي في كلمه له ألقاها نيابة عنه محمد بلقاسمي الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية، بمشروع تحدي القراءة العربي الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مشدداً على القيمة النوعية للمسابقة المعرفية الأكبر من نوعها عربياً كونها تعزز أهمية القراءة لدى النشء في العالم العربي وتهدف إلى غرسها كعادة متأصلة في حياتهم، إلى جانب مساعدتهم على تنمية قدراتهم في النقد والتحليل والتعبير، مشيراً إلى أن "هؤلاء الشباب هم الذين سيبنون مستقبل الأوطان وهم الذين سيواصلون رحلة البناء على أساس معرفي أصيل ومتين".
من جانبها، أعربت الشامسي عن سعادتها بالمشاركة في الاحتفاء بأوائل القراءة في المغرب، كأرض ذات إرث ثقافي ومخزون حضاري متنوع وعريض، مؤكدة في كلمة ألقتها بهذه المناسبة بأن "المغرب لديها من الثراء والكنوز ما يمد الأجيال بمزيج من المعرفة والثقافة والفكر"، مشددةً بأن "هذا الموروث الحضاري لبلدنا المغرب والذي يتمتع به منذ حقب زمنية ضاربة في القدم لا يجب أن يظل تاريخاً محفوظاً بين أغلفة الكتاب، بل يحتِّم على الأجيال أن تمثِّله كما يجب".
وأشادت الشامسي بالاهتمام والجدية الكبيرين اللذين أبداهما طلبة المغرب، وبالإنجاز الذي حققوه في التحدي، كمنافسة تهدف إلى استدعاء الموروث العربي العظيم واستئناف حضارتنا، واصفةً إياهم بأنهم "أبناء حضارات لا تنضب، والتي بزغت منذ فجر التاريخ ومرّت بشتى أطوار الحضارة انتهاء بالحضارة الإسلامية"، مؤكدة بأن "هذا الثراء الفريد يأتي نتاجاً للتزاوج العرقي الذي يعد الأكثر ثراء بين أجدادكم الأمازيغ وأجدادكم العرب ليعطي الحصيلة التي نراها أمامنا اليوم".
وتابعت بالقول إن "الدفاع عن أصول صناعة الفكر الإنساني السليم وقواعده والحفاظ على مخزونه المتحضر كان وسيظل منوطاً بكم وبأشقائكم في الوطن الكبير".
ولفتت إلى أن ثمة وعياً بأن "المشهد الثقافي والفكري لمجتمعاتنا العربية مشهد واحد لا يتجزأ، ويتم الحرص على ذلك عبر المجلس التربوي لتحدي القراءة العربي".
مشاركة لافتة
وكانت الدورة الثالثة من تحدي القراءة العربي قد استقطبت 300 ألف طالب وطالبة من مختلف مدارس المملكة المغربية. كما خاضت 3,842 مدرسة منافسة شديدة على لقب "المدرسة المتميزة" على الصعيد الوطني، من خلال البرامج والمشاريع القرائية المتنوعة التي تبنّتها على مدار العام لتشجيع القراءة كنشاط دائم في حياة الطلبة، داخل وخارج المدرسة، علاوة على توفير كل أشكال الدعم والتشجيع والتحفيز لطلبتها المشاركين في التحدي والإشراف عليهم ومتابعتهم طيلة مراحل المسابقة. أما عدد المشرفين الذين تنافسوا على لقب "المشرف المتميز" فبلغ 9000 مشرف ومشرفة.
واختيرت مدينة وجدة، البوابة الشرقية للمملكة المغربية، لتكون مسرحاً لاستضافة التصفيات النهائية على مستوى البلاد والاحتفاء بأوائل القراءة وتتويج بطل التحدي، بعد اختيارها مؤخراً عاصمة للثقافة العربية للعام 2018، وهو اختيار جاء بالنظر إلى الموروث الثقافي والتاريخي الغني للمدينة التي تأسست عام 994 ميلادية.