Wednesday 14 May 2025
فن وثقافة

مهرجان "أصوات نسائية" بتطوان يكرم سيدة البحَّة المغربية نعيمة سميح

مهرجان "أصوات نسائية" بتطوان يكرم سيدة البحَّة المغربية نعيمة سميح

أسدل ستار مهرجان أصوات نسائية في نسخته التاسعة، أول أمس السبت، بسلسلة من الحفلات المميزة. وذلك بحضور الآلاف من الجمهور التطواني الذي أبرز تفاعلا كبيرا مع الفنانات المغربيات وخاصة دنيا باطمة ولطيفة رأفت. أما أيقونة الدورة فكانت الفنانة المتألقة، وصاحبة البحة المغربية الأصيلة نعيمة سميح التي تم تكريمها وفاء لما أسدته من عطاء للمسيرة الفنية الوطنية.

ويذكر بأن سميح بدأت تنقاد كليا إلى الغناء في سن مبكرة لم تتجاوز التاسعة، غير أنها ولجت الفن بصفة شبه رسمية في سن 16 من عمرها. وقعت عبورها الأول على شاشة التلفزيون بداية السبعينيات من خلال برنامج "مواهب" الذي كان ينشطه الملحن الرائد عبد النبي الجيراري الذي يعد الأب الروحي المكتشف للعديد من المواهب الشابة.

ورغم ردة الفعل الغاضبة من جانب الأسرة فإن البرنامج كان انطلاقة لا رجعة فيها لنعيمة سميح التي أبهرت الملحنين والشعراء ببحة صوتها المميزة. وسريعا تصدرت الفنانة مشهد الغناء في المغرب الذي تربعت عليه طويلا إلى جانب عبد الهادي بلخياط عبد الوهاب الدكالي.

بعد ذلك، طورت نعيمة سميح من خلال اختياراتها اللحنية والشعرية هوية خاصة تماهى معها جمهور الأغنية العصرية في المغرب، حيث تعاملت مع ملحنين عرفوا بحرصهم على استثمار الإيقاعات المغربية التراثية وصياغتها في قوالب حديثة كعبد القادر الراشدي، وعبد القادر وهبي، وأحمد العلوي، ومع شعراء من أعلام الزجل الذين طوعوا العامية المحلية ومنحوها بعدا تعبيريا راقيا من قبيل أحمد الطيب العلج، وعلي الحداني.

وكانت النتيجة سلسلة طويلة من الأغاني الشهيرة التي اكتست شهرة واسعة وأعاد تقديمها فنانون وفنانات عرب، بالرغم من صعوبة اللهجة المغربية بالنسبة لجل المشارقة. في المقابل تحظى الفنانة بتقدير وتعاطف خاصين من قبل الجمهور لكونها ظلت متمسكة بالطابع المغربي الصرف لتوجهها الفني، ولم تغرها موجة الهجرة إلى الشرق العربي في أوج مسيرتها الفنية.

كانت نعيمة سميح أصغر فنانة عربية تغني على خشبة مسرح الأوليمبيا الشهير بباريس عام 1977 وهي ثالث فنانة عربية تغني في هذا الصرح الفني بعد أم كلثوم وفيروز.

وعلى مستوى رصيدها الفني، قدمت نعيمة سميح عشرات القطع الناجحة عبر مسيرة تجاوزت أربعة عقود. وقد تنوع بين أغان عاطفية ووطنية ودينية. ومن أشهر هذه القطع "جاري يا جاري"، "ياك آجرحي"، "أمري لله"، "أحلى صورة"، "البحارة"، "راح"، "نحمدو ربي ونشكروه"، "على غفلة"، "غاب علي الهلال". كما تعاونت مع ملحنين خليجيين، من بينهم يوسف مهنا، فكانت أغنية "واقف على بابك".

أما فيما يخص الجوائز والأوسمة، فقد حصلت نعيمة سميح عام 2007 على وسام الكفاءة الوطنية من الملك محمد السادس تقديرا لمسارها الفني الحافل، وحظيت بالتكريم في العديد من المهرجانات داخل المغرب وخارجه على غرار مهرجان الدوحة للأغنية العربية الذي كرمها في العام 2007.