ثالثة الأثافي هو أن يرد في بلاغ المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي للبيجيدي، الصادر يوم 21 غشت الجاري عقب الفضيحة الجنسية المدوية بين نائبي رئيس الحركة "مولاي عمر بنحماد وفاطمة النجار" أن هذا الخطأ الجسيم لا يمنع مع ذلك، ورغم توقيفهما من نشاط الحركة من تقدير المكتب لمكانتهما وفضلهما وعطاءاتهما "الدعوية والتربوية". ويؤكد المكتب رفضه التام لما يسمى بـ"الزواج العرفي" الذي يربطهما وتذرع به المتهمان اللذان ضبطا في حالة تلبس بالفاحشة داخل سيارة بنحماد على شط بحر تلال القمقوم ببوزنيقة.
إنها "صفعة" قوية فعلا للعدالة والتنمية ولحركة التوحيد والإصلاح، و"صدمة" لأتباعهما من المناضلين والمتعاطفين لأن "الفقيه اللي كنتسناو بركته دخل الجامع ببلغتو". فـ"مولاي" وبطل الفيلم ليس سوى عمر بنحماد الذي طالما اشتهر بصولاته في الوعظ والإرشاد. وكم هو مؤسف ومقرف في آن واحد أن نسرد لبعض حكايات من هذا الوعظ المقيت الذي يخالف الآية القرآنية "اتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم" فنقرأ لمقال له بالتجديد سنة 2012 بعنوان "أول الخير والشر، خطوة" أمر خلاله باليقظة الدائمة لمواجهة "نزغ" الشيطان كلما تحرك الإنسان لجهة الخير، كما في قوله تعالى في سورة الأعراف (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ).
ويشرح أن الآية موضوع هذا النداء فيها نهي عن اتباع خطوات الشيطان ولزوم الحذر منه في إطار المقاربة الإستباقية، بحيث يتقي المرء الشر قبل أن يغرق فيه!!، وهل هي محض صدفة أن يكتب مقالا آخر عند اختتام الجمع العام الخامس لحركة التوحيد والإصلاح سنة 2014، حيث تم انتخاب عبد الرحيم الشيخي رئيسا للحركة في ولاية تمتد من 2014 إلى 2018. واعتبر عمر بنحماد آنذاك أن من يين المفاجآت التي انشرح لها "كاشوشه" ما وصفه بمصادقة الجمع على اقتراح الأستاذة الداعية فاطمة النجار- المتورطة معه - نائبة لرئيس الحركة، ونوه بها لأنها حازت على أعلى منصب شغلته امرأة في تاريخ الحركة الإسلامية! برافو.
ولعل ما يشبه النكتة أيضا هو رده عندما سألته ذات يوم من شهر ماي 2010 امرأة متزوجة حائرة هل يمكنها طلب الطلاق بسبب التعاسة التي قد يسببها لها زوجها الذي يريد أن يتزوج عنها بأخرى ويرغب في موافقتها على ذلك، عوض أن يقع في الحرام؟ - فنصحها "لفقيه الواعظ " بنحماد بأن تحسن التقدير لعاقبة الأمور على الذي تختاره، وحتى لا يكون موقفها من التعدد تأسس بناء على الحملة التي تستهدف التعدد وتقدمه على أنه ظلم للمرأة، وإلا فعلى أي أساس قدرت بأنها ستعيش في تعاسة كبيرة وأنها تحس بوقوع ضرر عليها ؟!.
ويضيف أن الذي يشكو منه المجتمع من العنوسة وأشياء أخرى لا يمكن فصله عن المنع أو شبه المنع من التعدد. والأمر في حالات عديدة يدور بين "تعدد الزوجات" و"تعدد الخليلات". والغريب، يستطرد بنحماد، أن يشتد الإنكار إلى درجة التجريم لتعدد الزوجات وبالمقابل يتم التغاضي إلى درجة التحليل لتعدد الخليلات. هكذا يجيب الداعية الدكتور عمر بنحماد - حرام عليكم وحلال علينا - وهذه هي بعض من مواقف بنحماد الذي هو من مواليد 1963 بالراشيدية ومتزوج وأب لـ7 أبناء وأستاذ الدراسات الإسلامية وهي المواقف التي كذبتها واقعة تلال بحر القمقوم ببوزنيقة، وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت أخلاقهم، ولتسقط الأقنعة.
