في الوقت الذي نلحظ فيه وزارة الداخلية مجندة لما يحفظ تكافؤ الفرص لفرقاء استحقاقات 7 أكتوبر المقبل، وجدنا وزارة الأوقاف قد اكتفت بإصدار مذكرة حول ضرورة حياد القيمين الدينيين في هذه الاستحقاقات، وانزوت إلى ظل ظليل يقيها حر "قيامة" بنكيران في هذا الصيف الملتهب.
فما قيمة إصدار مذكرات لا يتم العمل بها؟ وأي أفق تخدمه معادلة الإصدار والتعطيل هاته؟ بعبارة أخرى: ماهي الجهة السياسية المستفيدة من واقع هذه المعادلة؟
لحد الساعة مازالت هذه المذكرة معطلة بدون إعمال، والحال أن الخطيب والواعظ بطنجة، أحمد العمراني متورط في حملة سابقة لأوانها لصالح بنكيران، وضد غريمه إلياس العماري، ناهيك عن إصرار إسقاطه المتواصل للحالة الإخوانية في تركيا ومصر على المغرب، مما يبتذل مهمته كخطيب وواعظ.
يظهر أن العمراني كفاعل ديني، يتم توظيفه كواجهة لتسويق بضاعة مستوردة، تخدم الرهان الإيديولوجي والسياسي للحزب الحاكم. وقد أتحفنا مؤخرا بتعميماته لتدوينات بالفضاء الأزرق، لا تنفصل عن هذا الرهان!
من ذلك تعميمه لتدوينة أحمد منصور: "أردوغان يعلن وسط ملايين الأتراك الذين احتشدوا في ميدان يانى كابى في إسطنبول ولادة تركيا الجديدة، وهو نفس الميدان الذي خرجت منه جيوش الخلافة التي فتحت العالم".
فكيف يبشرنا هذا الخطيب النائب عن أمير المؤمنين، بهذا الفتح الأردوغاني المنتظر، بفيض وجدان فتوحات جيوش الخلافة العثمانية؟
وبما أن المغرب يعيش هذه الأيام "قيامة" بنكيران، فكان لا بد أن يذكرنا هذا النائب على منبر الجمعة، وكأنه النائب على منبر البرلمان، بـ"الثورة اليوم"، من شعاب الإخوان: "رابعة شعب يتحرر".
يقول البيان الثوري لميدان رابعة، في هذه التدوينة: "ستظل رابعة العدوية هي الفارقة والكاشفة والفاضحة والرافعة؛ فرقت بين الإنسان والأنعام. وكشفت غل وحقد مرتزقة كلاب الانقلاب. وفاضحة؛ فقد فضحت دول ونخب وعمم. رافعة؛ فقد رفعت شهداءها إلى الجنة. لن ننساكي يا رابعة".
وبهذا يكون الخطيب العمراني في موقع السعي بهذا الإسقاط للحالة الإخوانية، على المغرب، إلى محاصرة المناهضين لقيامة بنكيران، بميداني يانى كابى بتركيا ورابعة العدوية بمصر.
إنه الوعيد الذي ينتظر المغرب، إن لم تنتصر هذه القيامة لبنكيران، فهل عثرتم على أثر لمذكرة الأوقاف؟.