Tuesday 13 May 2025
سياسة

قبل العدوى..الحاجة لـ"كيٍّ" وقائي من خلية سرطانية أصولية تُزرع بالمغرب

قبل العدوى..الحاجة لـ"كيٍّ" وقائي من خلية سرطانية أصولية تُزرع بالمغرب

من غير شك، فإن كل من تخطت أقدامه عتبات المدارس خلال سنوات الثمانينات تحديدا، سيتذكر أحد أبرز صيغ الأسئلة التي كانت تطرح للمرشحين وقتها وهم مقبلين على اجتياز المستوى الخامس ابتدائي، الشهير بـ"الشهادة". والتي تساق على نحو عبارة"بماذا تذكرك السنوات التالية:...؟".

صيغة كان ورودها أمرا يقينيا كل سنة، كما هو شأن "أين يوجد الفوسفاط والمنغنيز والزنك..؟" و"ما هو منبع هذا السد؟ أو مصب ذلك النهر.."، حتى أنه صار من المعتاد تنافس التلاميذ فيما بينهم، وهم يستعدون للامتحان، باقتراح سنة من السنوات لطرحها على زملائهم. وعلى هذا الأساس، ترسخت لدى تلك الأجيال أفكار أحداث وأيضا الأعوام المقترنة بها، سواء التي تهم وقائع وطنية أو المؤرخة لمحطات دولية.

اليوم، ونحن في سنة بلغ رقمها 2016، وإن تغير الأسلوب وكيفية اختبار معلومات المتمدرسين، يظل النهج السابق فارضا لنفسه كمؤشر على مدى قوة الخزان المعرفي لرجال المستقبل، بتجريد عن حدود الزمان والمكان. لذلك، لا يمكن إلا تخفق القلوب خوفا من أن يأتي نشء لا يجد من جواب وهو يُسأل عما يذكره بعام 2016، غير: "تهديد الخلية السرطانية الأصولية لشفافية وأمن انتخابات السابع من أكتوبر التشريعية". تخوف لم يأت حتما من فراغ، وإنما له أكثر من داع وخلفية للنزول، خاصة في ظل التحذيرات المبطنة لأصوليين من قلب الطاولة إن لم تمض الترتيبات وفقا لهواهم، في صورة أشبه بالماء الذي قد يكون صافيا في حالة "رضى"، وقد يكون لهيبا في حالة أخرى "سخط".

وكما تثبت مختلف التجارب في الحياة بشكل عام، فإن أجدر مبرهنة لتفادي أفظع العواقب، هي التحلي بشجاعة مقاومة أسبابها. وبالتالي ضمان اتقاء شرورها في الحال والمآل. أما الانتظار إلى حين فعلها بما خططت له من نوايا كارثية ثم الإسهال في ردود الفعل المستنكرة، فإن ذلك لا يخرج عما يذهب إليه المثل الدارجي "البكاء على الميت خسارة" لما يستنزفه من وقت وجهد كان من الأجدى استثماره في زمن سابق، أي الزمن الذي لم تكن قد رفعت فيه الأقلام وجفت الصحف.

ولأن ما من سوء في المجتمع إلا وكانت ضرورة اجتثاته من المجتمع وبالمجتمع، فإن كل أجراس الإنذار دُقت، وكافة التلميحات غير البريئة كُشفت حتى يتحمل الجميع مسؤوليته، وينتفي عذر أي كان من نفض يده حيال هذا الواجب في مصارعة داء من طبيعته العدائية ألا يريد خيرا للبلاد والعباد، ولا يهنأ له بال إلا وقد انتشى بتعميم البلبلة والقهر والدم. وحتى إن كانت بعض المناورات لهذا الورم الخبيث قد خلُقت ببذرة فشلها، فإن ذلك لا يؤمن إطلاقا ما يمكن أن تقود إليه الأيام المقبلة من فواجع محتملة، لتحرم هذا البلد الذي عرف عنه خلفا عن سلف وأبا عن جد، أمن استقراره بعد أن ظل لقرون واقفا وقفة رجل واحد، وبصمود امرأة واحدة، في وجه شياطين الترويع والترهيب، وتيئيسها كما يئس مُلهمها "إبليس" من دخول الجنة.