الجمعة 17 مايو 2024
مجتمع

يهود دمنات.. ذاكرة تأبى النسيان

 
 
يهود دمنات.. ذاكرة تأبى النسيان

قبل أزيد من سبعين (70) سنة كانت مدينة دمنات تعج بالصناع التقليديين "يهودا ومسلمين". وكانت ملامح حياه اليهود تظهر بشكل واضح داخل الملاح، الذي تتواجد فيه المدرسة اليهودية المسماة حاليا "بمدرسة حي الصناع". لايوجد تاريخ محدد يؤكد زمان تواجد اليهود بدمنات، إلا أن الكتب التاريخية تحدثت عن تواجدهم قبل تأسيس المدينة بسنوات. ولقد حلوا بمنطقة تسمى "بوحلو" التي تتميز بموقع استراتيجي وتجاري متميز، تنقلوا من مكان إلى آخر إلى أن استقر بهم المكان بالملاح الذي أسس قبل ملاح مراكش ب 400 سنة.

ولكن تواجدهم قرب مجاري المياه الرئيسية التي يستغلها سكان المدينة لمجموعة من الأغراض جعلت بعض المسلمين آنذاك يشتكون يهود الملاح للسلطان الحسن الأول، ويتهمونهم بكونهم يدنسون مجاري المياه. ولقد استجاب لهم السلطان على الفور، وتم ترحيلهم إلى مكان جديد بالقرب من "باب نوعرابن" وسط المدينة. وبحسب الروايات التاريخية فلقد تم تسمية الملاح اليهودي القديم "بحي الفلاح" حاليا.

واشتهر اليهود بدمنات بنشاطاتهم التجارية والحرفية، وساهموا في تعليم الحرف لمجموعة من "المعلمين" الدمناتيين، والذين مازال بعضهم يمارس حرفة الخياطة والنجارة إلى حدود هذه الساعة بالرغم من كبر سنهم.

ويتذكر "المعلم عمر" خياط كيف كان معلمه اليهودي يلقنه مهنة الخياطة بحي الملاح الحالي ويقول "كَنْت تَنْمْشِي فْصْبَاح بْكْرِي للملاح أُو البْرْد تَيْقْطع، تَيْطل لْمْعْلم ديالي من الشرجم أو تيلقاني مْكْلاسي فالبرد وَنَا دري صغير، تينزل احْلْ ليا لباب حتى إجي الوقت فَاشْ تَيْحْل المحال". ويؤكد بأن المدرسة اليهودية التي تسمى حاليا "حي الصناع" كان يتشاركها كل أبناء المدينة "يهودا ومسلمين". وبعد سنة 1948 وبعيد  تأسيس مايسمى بـ "إسرائيل"، هاجر أغلب اليهود إليها، ومنهم من بقي بمدن مغربية أخرى كالدار البيضاء مراكش وفاس... وبقيت عائلة يهودية واحدة بالمدينة توفي آخر أبنائها المقيمين بالمدينة مؤخرا.