الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

كيف زرعت الجزائر عملاءها بأوروبا لمحاربة المغرب

كيف زرعت الجزائر عملاءها بأوروبا لمحاربة المغرب إريك هاجن يتوسط أبي بشرايا البشير (يمينا) و حبيب الكنتاوي

تعد منظمة «ACAT» المسيحية بالنسبة للجزائر بمثابة «هبة من السماء». فرغم أن هذه المنظمة كانت تشتغل في فرنسا دون أن يكون لها عمق أو امتداد في العالم العربي، إلا أن تلاقي أهداف الجزائر مع المصالح الذاتية لمسؤولي المنظمة المسيحية l’association action des chrétiens pour l’abolition de la toture جعل هذه المنظمة تدخل المغرب في رادارها..

فالجزائر كانت تهيء في كل دولة غربية أحد أبناء البوليزاريو وتمول دراسته ومأكله ومشربه، بل ويدفعونه إلى الزواج بامرأة تنسب للبلد الذي يوجه فيه عميلها.

في فرنسا كانت الجزائر تريد تثبيت النعمة أصفاري، بحكم أنه تزوج بفرنسية عضو بمنظمة «ACAT» تدعى "كلود مانجان»، ليكون رأس حربة السياسة الدعائية الجزائرية في الأوساط المدنية والإعلامية ببلد الأنوار. واستمر قصر المرادية كثيرا في النعمة أصفاري، إلا أن تورط هذا الأخير في أحداث إكديم إزيك بالعيون وما تلا ذلك من إدانته بثلاثين سنة سجنا من طرف القضاء المغربي، جعل الجزائر تختار عنصرا آخر من البوليزاريو ليحل محل أصفاري بفرنسا. فتم استقدام أبي بشرايا البشير من جنوب إفريقيا وعين ممثلا لجبهة البوليساريو بباريز. وهذا الأخير تحرك بقوة لدى وسائل الإعلام الفرنسية والمنظمات المدنية، ورفع من وثيرة التدخل مع قرب مناقشة مجلس الأمن لملف الصحراء في دورة أبريل 2018.

وموازاة مع التحضير لتعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام الاممي في نزاع الصحراء في شخص رئيس ألمانيا هورست كوهلر أعطت الجزائر الأمر لتنقيل عليين حبيب الكنتاوي من السويد إلى برلين، ليمثل جبهة البوليساريو بألمانيا بالنظر إلى أن حبيب الكنتاوي يعد أهم دينامو للدعاية الجزائرية بدول الشمال. الإتيان بالكنتاوي إلى برلين مرده تحقيق اختراق في صفوف النخب السياسية والإعلامية بألمانيا للتعريف بالطرح الجزائري. بدليل أن هذا الأخير ما أن استقر به الحال ببرلين حتى شرع في تنظيم زيارات لصحراويين من تندوف إلى ألمانيا وقام بثكثيف اتصالاته ونسج علاقات مع مختلف الأطياف السياسية واالجمعوية والإعلامية بألمانيا.

في إنجلترا، تنتشي الجزائر بكونها وضعت يدها على صيد ثمين يتمثل في سيدي أحمد فاضل، قيادي بشبيبة الحزب العمالي، رئيس جمعية «عدالة» البريطانية ADALA.UK وهي جمعية أنشأتها المخابرات الجزائرية منذ حوالي 10 سنوات بغرض التخصص في تحويل ملف الصحراء إلى نزاع مسطري وقانوني وإرهاق المغرب في المحاكم الدولية عبر تجنيد شبكة من أساتذة القانون الدولي وكبار المحامين والقضاة السابقون مقابل عمولات مغرية جدا.

وأفلح سيدي أحمد فاضل في زرع عملاء لمنظمته في الولايات المتحدة الأمريكية في شخص ممثلة عدالة هناك التي تعمل (ويا للصدف) مع منظمة كينيدي المتخصصة في الدفاع عن الطرح الجزائري. علما أن جمعية «عدالة البريطانية» سجلت نقطة ضد المغرب عبر استقطاب جيريمي كوربين (أحد قادة الحزب العمالي البريطاني) إلى طرحها، بل ورتبت للزعيم كوربين زيارة إلى العيون عام 2014، وهي الزيارة التي التقى فيها – بوصفه برلمانيا- بالعديد من الوجوه الانفصالية.

بروكسيل، بوصفها عاصمة أوروبا والحاضنة لحوالي 40 ألف موظف دولي، لم تبذل الجزائر مجهودا كبيرا في البحث عن صحراوي انفصالي ليكون رأس الحربة للدعاية لها، إذ وجدت ضالتها في ERIC HAGEN، رئيس ما يسمى مرصد مراقبة ثروات الصحراء WSRW، وهو من أشرس المناهضين للمغرب وأحد حلفاء الجزائر الأوفياء في تمثيل مصالحها وأطروحتها، ليس ببروكسيل فقط (حيث يوجد مقر منظمة WSRW بل في كل المحافل والمحاكم والمنتديات، بدعوى ملاحقة المغرب الذي «يستغل وينهب ثروات الصحراء» حسب مزاعم هذه المنظمة!

أما في أوروبا الشرقية، فتحاول الجزائر اقتحام قلاعها عبر منصة سلوفينيا، التي خلقت فيها ما يسمى «مركز دراسات الصحراء الغربية» بالعاصمة لوبيليانا، وهو مركز تتولى الإشراف عليه وتسيره سفارة الجزائر بعاصمة بلغاريا (صوفيا). ولضمان فرص «الاختراق» أكثر أتت الجزائر برئيس جمعية التضامن مع الشعب الصحراوي السلوفيني «أليس سكورنسيك» ليكون أداة وصل بين الجزائر والبوليزاريو من جهة وبين الأوساط الجامعية والمالية والإعلامية بروسيا من جهة ثانية، بحكم أنه درس سابقا بجامعة موسكو وينظم سنويا زيارات لوفود البوليزاريو إلى روسيا لحضور ندوات غالبا ما تمول من طرف معهد البترول والغاز الروسي، وهو أحد المراكز المؤثرة داخل روسيا.

أما رأس الحربة الذي تعتمد عليه الجزائر لنشر «دعوتها» في أوروبا الشرقية فهو ماء العينيين بغادة، الذي يتلقى أوامره هو الآخر من سفارة الجزائر ببلغاريا، حيث يتحرك ماء العينيين بغادة في كل دول أوروبا الشرقية ودول البلقان والنمسا.