لم يكتف مصعب الغزاوي الخطيب السلفي/الوهابي، بحي البربوري بتطوان، بنفي على منصة "هوية بريس"، ما نسبناه إليه خطأ، من واقعة السلفي/الوهابي رضوان الغزاوي،الذي يعتمد الوعظ الهزلي في المناسبات الاجتماعية،ليستهدف بالسخرية،من منطلق المعتقد الوهابي،الإسلام المغربي وبنية الدولة.
ولم يكتف كذلك بالتأكيد على المشترك المغربي في محبة الوطن وحفظ أمنه والبيعة لأمير المؤمنين..وقد ثمنا تأكيده هذا، ونحن نصحح في "أنفاس بريس"، خطأ ذلك الإسناد في إبانه.
بل انعطف الخطيب الغزاوي في رده، إلى التنصل من جهة، من الوصف بالوهابية،وقد أضفنا اسمه إلى هذا الوصف، وإلى الدفاع من جهة أخرى، عن التعليم العتيق،وقد أشرنا إلى تدريسه بهذا التعليم.
ونحن في التعقيب على هذا الجانب من الرد،سنسترشد بمعطيين: الأول،ويتمثل في كون الحركة الأصولية في الجانب المسمى منها بالمعتدلة ،تدين مرحليا، بالولاء السياسي للدولة، وليس بالولاء المذهبي. والثاني، ويتمثل في تقيد العمل الحركي للوهابية في المغرب بتكتيكات التدليس والتقية الموروثة عن تقي الدين الهلالي.
وبهذه البوصلة في التحليل، سنقف على هذا الجانب من الرد.
1-لقد حاول الخطيب الغزاوي نفي انتسابه لعقيدة محمد بن عبد الوهاب. وعوض أن يختصر علينا المسافات ويقول بالواضح:أنا مالكي،أشعري،جنيدي،والحمد لله ، وجدناه على عكس مطلب توخي الوضوح، يقوم باللف والدوران على تاريخ الاعتقاد في المغرب،ليتستر في النهاية على وهابيته.
لقد ادعى تعلم العقيدة من مشايخنا في المغرب وورثها عنهم،بدون أن يفصح عن اسم هذه العقيدة. فهل ورثها في سلسلة مشايخ المغرب مثلا، عن القابسي ،والاصيلي، وابن العربي ،وابن تومرت، والسنوسي؟صحيح أنه في أصل هذا الميراث يحيل على ابن ابي زيد القيرواني،ويقول:"نحن على عقيدته والحمد لله".وهذا أمر معروف في كون الوهابية تعتمد في التأصيل لها في المغرب ،على مقدمة رسالة ابن ابي زيد.
لكنه وهو يشير الى قراءته لمنظومة ابن عاشر وهو أشعري العقيدة، لم يقل:"نحن على عقيدته والحمد لله".
ولعل هذا البيان العقدي للخطيب الغزاوي ،يستدعي سؤالين: الأول،هل هو على عقيدة ابن ابي زيد بالشروح المغربية، أم الشروح المشرقية،خصوصا وهو يدعي:"نحن تعلمنا بتعليم مغربي أصيل "؟ والثاني:هل يتم تدريس عقيدة ابن عاشر وتصوفه في مدرسة ابن ابي زيد القيرواني للتعليم العتيق بتطوان،والتي يتولى التدريس بها؟
2-لم يشأ الخطيب الغزاوي وهو يتكلم عن انتسابه للتدريس بالتعليم العتيق ان يذكر اسم مدرسة ابن ابي زيد القيرواني، في حين أعلن عن مدرسة الإمام نافع بطنجة،واكتفى بالإشارة اليها ب"المدرسة المذكورة"،ويقصد التي ذكرناها نحن.
ويرجع سبب هذا التجاهل،الى كون هذه المدرسة التابعة للمغراويين،غير محتضنة من طرف وزارة الاوقاف، وأنها تمثل جزءا من الفوضى"الخلاقة"في التعليم العتيق.فكيف يستقيم حديث الغزاوي،عن كون التعليم العتيق يكفل "الدين المعتدل الذي يستطيع محاربة التشدد والتطرف "؟
كيف يمكن بلوغ الاهداف الاخرى التي أعلنها الغزاوي للتعليم العتيق؛ من حفظ الامن،وتنشئة الطلبة خارج الظلام،وحماية عقائد المسلمين،في حين أن مخرجات التعليم العتيق ،منخرطة وظيفيا في بناء المعارضة الدينية للمجتمع والدولة؟
إن الخطيب الغزاوي مطالب ببيان آخر، حتى نطمئن لتاكيداته حول نواظم العيش المشترك.ما عدا ذلك ،سيبقى هذا السلفي/الوهابي في حالة التنافي مع مقام التأطير فوق منبر الجمعة،وفي التعليم العتيق.
وفي انتظار ذلك نتساءل: لماذا تركت الدولة ابن ابي زيد القيرواني مطية للتوظيف الوهابي؟
ألا يعبر ذلك عن أولى الهزائم في النزال الإيديولوجي مع الأصولية؟