السبت 18 مايو 2024
مجتمع

المخيمات الصيفية بين مطرقة العشوائية وسندان الهيكلة والحكامة في التدبير

 
 
المخيمات الصيفية بين مطرقة العشوائية وسندان الهيكلة والحكامة في التدبير

أول حركة إدارية مبكرة صادفتها "أنفاس بريس" كانت تخص المتابعة الصباحية الروتينية للمسؤول الأول عن المخيم بالمديرية الإقليمية للشباب والرياضة بإفران، والذي قام بجولة داخل كل المخيمات للاطمئنان على سيرورة العملية التخييمية، وسلامة الأطر الإدارية والاقتصادية والتربوية و المستفيدين والمستفيدات من مختلف مناطق المغرب (4000 طفل (ة) في كل مرحلة)، "راس الماء/ بن صميم / بوسماحة (1) / بوسماحة (2) /خرزوزة..وإفران المركز ...".

على إيقاع شغب القردة بمحيط مركز مخيم راس الماء الممتد على مساحة 90 هكتار، وأصواتهم وحركاتهم البهلوانية بحثا عن فتات الوجبات فوق موائد الأكل وبجنبات المطبخ الذي تفوح منه رائحة إعداد فطور الصباح الذي تعده أمي الغالية وفريقها، كان موعد "أنفاس بريس" مع جولة صباحية مبكرة لاستكشاف المخيم، اشعة الشمس بدأت تتمدد فوق أغصان الأشجار الضخمة التي تؤرخ لعمر المكان وطبيعته الخلابة التي تستمتع بها قردة الأطلس الرائع وزوار المجال الجغرافي الذي يغري بالسياحة والاستجمام (ما أحلى إفران وما أحلى جمالو)، شاليهات المخيم مازالت تحتضن أجساد الأطفال المنهكة بفعل الخرجة الترفيهية والتـأطيرية التي قام بها أطر مخيم الشعلة لمدينة إفران، هدوء يعم كل أرجاء الفضاء الجميل وينبأ بيوم أجمل في هذا المكان الذي يحتاج فعلا إلى هيكلة جديدة وتخطيط محكم بين كل المتدخلين والفرقاء والشركاء طيلة فترة التخييم.

الحديث عن مخيمات الأطلس والجمعيات المهتمة بالتخييم طيلة الفترات الخمس المبرمجة يحيل المتلقي على مناقشة استراتيجية الوزارة المعنية وشركائها المفترضين، وقطاعاتهم الإدارية بعمالة إفران، لأنه "من الأخطاء يتعلم الناس " كما قال أحد المهتمين والمتتبعين للشأن الجمعوي مصرحا ل "أنفاس بريس" بأن "نفس المشاكل تتكرر، نفس الأخطاء تتكرر، في غياب مبادرات جدية للحسم في مشكل الماء والإنارة والحمولة والتغذية، ووضع الميزانية والبرمجة الواضحة الأفق ؟"، مصدر مسؤول بقطاع الشبيبة والرياضة تساءل باستغراب قائلا "ما العيب إن توقفنا فترة زمنية متوسطة الأمد، وخططنا وبرمجنا وحددنا أفقنا المستقبلي للنهوض بفضاءات التخييم". وأكد على أن "الأمر يقتضي توقيف وإغلاق كل مراكز التخييم، والحسم في بنيتها التحتية، لترقى لمستوى التطلعات والأهداف المرتبطة بشأن الطفولة المغربية، هذا الطرح يعززه واقع حال بعض الفضاءات التي تعاني من قلة أو شح الماء، وقلة الإنارة، والمرافق الصحية، والممرات، والقاعات المخصصة لمختلف الأنشطة.

ولم تخف مصادر جمعوية وطنية قلقها إزاء عملية التخييم التي أضحت ملجأ "للجمعيات المحلية" الباحثة عن اقتناص فرصة للإستفادة من الفترات المخصصة " للعطلة للجميع"، والتي فعلا تخلق عدة مشاكل وتساهم في تدني الأنشطة المقدمة داخل المخيمات بل إنها حسب مصادر "أنفاس بريس" لا تتوفر على برامج مسطرة لخدمة الأطفال تربويا إنها "تقتصر على استعمال الأشرطة الموسيقية، والشطيح والركيز، واستعمال الشيشة والمخدرات، وإثارة الفوضى والشغب، إلى درجة استعمال أسلحة بيضاء كالسيوف كما وقع بإفران من طرف منتسبين لإحدى الجمعيات التي تتكرر أفعالها المشينة كل سنة ومحاضر الدرك الملكي تشهد على ما نقول". لذلك اعتبرت عدة أصوات حمعوية "أن العملية التخييمية التي تستهدف أبناء الشعب المغربي لتربيتهم وتعليمهم مبادئ المسئولية والالتزام والانضباط، لا يمكن أن تستمر في هذه الوضعية المتأزمة، والتي ساهمت فيها كل الأطراف وعمقتها وزارة الشباب والرياضة، بسلوكات غير واضحة لما يتم الإخلال بحسابات الحمولة الواجب احترامها داخل المخيمات، مما يؤثر سلبا على التخطيط المالي وميزانيات التسيير، ويخلق عدة متاعب اقتصادية وإدارية واجتماعية ".

الحكومة ملزمة بوضع مخطط لإعادة هيكلة كل المخيمات ومراكز الاصطياف، وتلتزم في برامجها بتخصيص اعتمادات مهمة للرقي بالبنية التحتية للمخيمات وتصفية الأجسام الغريبة والدخيلة التي تقتات من عملية التخييم، ومطالبة بأن تتعاقد بدفاتر تحملات مع الجمعيات المهتمة بالتخييم احتراما لما قدمه الرواد في ميدان التخييم وخدمة لحقل الطفولة والشباب كرافعة للتنمية المستدامة.